أكادير والجهة، الرئيسية

والي سوس ماسة يترأس فعاليات اختتام الموسم السنوي للمدارس العتيقة بتارودانت وتكريم حفظة القرآن الكريم

اختتمت صباح اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2024، فعاليات الدورة التاسعة للموسم السنوي للمدارس العتيقة بتارودانت، بحضور والي جهة سوس ماسة، السيد سعيد أمزازي رفقة  عامل إقليم تارودانت، ومجموعة من المنتخبين والشخصيات القضائية،  العسكرية والمدنية وثلة من العلماء و الفقهاء الأجلاء،

وعرفت الجلسة الختامية، بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تقديم كلمات بالمناسبة تناوب على إلقائها كل من السيد سعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان وعامل اقليم تارودانت، وكلمة باسم الفقهاء المشاركين، وكلمة باسم الأساتذة الباحثين،

وفي كلمة له بالمناسبة، أكد السيد سعيد أمزازي والي الجهة، على أن هذه التظاهرة القَيِّمة والروحية التي شهدت تنظيمَ العديد من المحاضرات العلمية والموائد الفكرية و الأمسيات الدينية والقراءات القرآنية للمشاركين لتسليط الضوء من جديد على التعاليم السَّمْحة للدين الحنيف، على أن مَوْضُوعٌ هذه الندوة بَالِغُ الأهمية، ولاسِيَما فِي عَصْرِنا الحالي الذي اخْتَلَطَتْ فِيه الأفْكَار وتَعَدَّدَتِ الآرَاء والْتَبَسَتِ الْمَعاني على الْكَثِيرين.

 وأوضح والي جهة سوس ماسة، على أنه كانَ لِلْمَدارِس الْعتيقة، عبر التاريخ، دَوْرٌ مَحْمُودٌ في تِبيان مقاصد الدين الإسلامي وغايات الشريعة المُحمَّدِيَّة والالتزام بثوابِت الأمة العقائدِيَة بربوع المملكة الشريفة:إمارة المؤمنين والمذهب المالكي والعقيدة الأشْعَرِيَّة والتَّصَوُّف السُّنِّي، حَيْثُ شَكَّلَت، بِبِلادِنا عُمُوما، و بِجهة سُوس مَاسة على وَجْهِ الْخُصُوص، مَناراتٍ مُضِيئَة للتعريف بهذه التعالِيم السَّمْحَةوتَدْريس الْعُلوم الْمُتَنَوِّعَة والْمَعارف الدِّينية والدُّنْيَوِيَّة،  وتَخْريج الطَّلَبة والأئِمَّة، فمارَسَت بِذلك دَوْرًا أسَاسِيًا في تَحْصِين قِيَّمِالوسطِيَّة والاعْتِدال، داخِل الْمُجْتَمع المغربي، والْحِفاظ على هُوِيَّة الأُمَّة ومِنْعَةِ صَرْحِهَا الحضاري وأصَالَتِهَا الثَّقافية، وسَاهَمَت بِكُل فَعَّالية في الدِّفاع عن وَحْدَة شَعْبِها وتُرابِها، ورسَّخَتِ التَّشَبُّثَ الْمَكِين بمُقَدَّسَاتِها الدِّينِيَّة والْوَطَنِيَّة، وعَزَّزَت الرَّوابِط  مَعَ كُلِّ مَا هُوَ أصِيل ونَبِيل ومُشْتَرك من الفضائل بَيْن الإنْسانية جَمْعاء، وفي مُقَدمة ذلك قِيَّم التَّسَامُح والانْفِتاح والاعْتِدَال والتَّعَايُش ضِدَّ التطرُّف والإقْصَاء.

 وفي ختام كلمته، دعا والي الجهة الله العليِّ القدير، دَوامَ التَّوْفيقِ والسَّدادِ لِكُلِّ الْمُشارِكين في هذا الجمع المبارك، بِما يَخْدُم دِينَنَا الْحَنِيف وَوطَنَنَا العزيز،  تَحْت القيادة المتبصرة الرَّشيدة لأمير المؤمنين، وَسِبْطِ الرسول الأمين، صاحِب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيَّدَه.

وعرقت الدورة، المظمة من 16 أبريل إلى غاية 23 من الشهر الجاري، تسطير عدة محاضرات وندوات ومسابقات في المتون العلمية وفي الرسم القرآني ضمن برنامجها، حيث تم تكريم حفظة القرآن الكريم من رواد ورائدات المدارس العتيقة بتارودانت.

وتنظم هذه التظاهرة العلمية السنوية، من طرف ”مؤسسة سوس للمدارس العتيقة“،  تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجاللة الملك محمد السادس، وتقام بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي الأعلى، وعمالة إقليم تارودانت، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلس الإقليمي لتارودانت والجماعة الترابية لتارودانت.

ويشمل برنامج الدورة،تنظيم مجموعة من المحاضرات العلمية والدينية، باإلضافة إلى العديد من الأمسيات الدينية والقرآنية لمجموعة من المدارس العتيقة المشاركة في هذه التظاهرة
الدينية. فضلا عن تنظيم مسابقات علمية، وإلقاء قصائد شعرية، وموائد مستديرة ولقاءات مفتوحة مع العلماء.

وتهدف هذه الدورة إلى لفت الانتباه عدد من السمات البارزة في الإسلام، واستعراض مظاهر التعايش والتسامح والتراحم في الدين الإسلامي، ومواجهة وحماية المجتمع المغربي من آفات التشدد و الغلو. وتدارس المشاركون في الدورة هذه الدورة موضوع الوسطية من خلال تحديد مفهومها والتأكيد على أهميتها وضوابطها ومعيقاتها، على ضوء الوحي، مع بيان التحديات المعاصرة التي تواجه الفرد والأسرة والمجتمع.

وتوزع برنامج الموسم الديني والروحي لهذه السنة، حسب المنظمين، على عدة أنشطة منها تنظيم محاضرات وموائد مستديرة حول مواضيع:”الإسلام دين الوسطية والاعتدال، ”تأصيل
الوسطية في الإسلام“، ”الوسطية في القرآن الكريم“، ”الوسطية في السنة النبوية“، ”الوسطية في سيرة الصحابة الكرام“، ”الوسطية في سيرة علماء المغرب“، ”تطبيقات الوسطية
والاعتدال في الإسلام“، ”وسطية الإسلام في نظام الحكم“، و ”وسطية الإسلام في نظام المال.

ويشارك في الدورة الحالية المنظمة عل مدى يومين، نخبة من العلماء والأساتذة الباحثين، وعدد من طلبة المدارس العلمية العتيقة من مختلف مدن المغرب.

لتختتم فعاليات هذا الموسم الديني السنوي للمدارس العتيقة، برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله. و بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين وأسرته الشريفة بموفور الصحة والعافية و للشعب المغربي والأمة الإسلامية بدوام الآمن والأمان والتقدم والازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *