الرئيسية، مجتمع

تحذيرات من “قنبلة” العطش في الجزائر.

قال الكاتب الصحافي الجزائري توفيق رباحي، إنه “في أول أيام عيد الأضحى، وبينما كان عامة الجزائريين يُحيون طقوس العيد الدينية والاجتماعية، كان الكثير من سكان ولاية تيارت يحتجون في الشوارع ويغلقون طرقا رئيسية أمام حركة المرور احتجاجا على انقطاع مياه الشرب عن بيوتهم منذ عدة أسابيع”.

وأضاف رباحي، أن “الجزائريين، خصوصا في المناطق الداخلية، يخشون من أن يكون العطش قنبلة موسم الصيف المقبل مثلما كانت نيران الغابات قنبلة مواسم الصيف خلال السنوات القليلة الماضية”.

ويرى رباحي، في مقال رأي تحت عنوان: “قنبلة العطش في الجزائر”، أن “السلطات الجزائرية تعيد أزمة العطش في تيارت بالتحديد إلى نضوب مياه سدّ بن خدّة الذي كان يغذي الولاية وبلدياتها، بسبب الجفاف”، مستدركا: لكن “الطبيعة عبر العالم في حالة غير مسبوقة من الهياج، فالأمطار نادرة… والجفاف أمر واقع في عالم اليوم والعطش مصيبة تهدد أغلب سكان الكرة الأرضية، خصوصا في الجزء الجنوبي منها”.

ونبه الكاتب الجزائري، أن “بعض الدول، ستشهد عاجلا أم آجلا، انتفاضات العطش مثلما شهدت أخرى انتفاضات الجوع، مبينا أن “أزمات المياه تهدد السلام العالمي. فالحروب والصراعات المقبلة، أهلية كانت أم بين دول، دامية أم دبلوماسية، ستكون بسبب المياه. اسألوا مصر والسودان وأثيوبيا. اسألوا تركيا والعراق وغيرهما”.

وسجل أن “الجزائر غير جاهزة لأزمة مياه عميقة، مثل كل دول المنطقة وصولا إلى الشرق الأوسط وغرب آسيا”، منبها إلى أن “أزمة المياه حاضرة في حياة الجزائريين منذ ما لا يقل عن أربعة عقود.. حضور حوّلها إلى ظاهرة اجتماعية”.

 ولفت إلى أن “حالة تيارت، وبدل أن تُفسّر تمردا أو محاولة عصيان سياسي أو اجتماعي، يجب أن توضع في إطارها الإنساني: أي مجتمع يفتك به العطش يفعل ما فعل سكان تيارت وأكثر. ويجب أن تؤخذ على أنها جرس إنذار لبدء العمل على نحو يُنقذ ما يمكن إنقاذه، ليس في تيارت فقط بل في كل الولايات والمناطق، لأن الجفاف المقبل سيكون أسوأ والاحتجاجات أخطر، والحلول الترقيعية لن تجدي بعد الآن”.

واعتبر رباحي، أن “تصرف السلطات مع احتجاجات تيارت أعاد الجزائر إلى ثمانينيات القرن الماضي وزمن التعتيم الإعلامي”، مبينا أنه “لولا منصات التواصل الاجتماعي لما سمع سكان الولايات المجاورة بما حدث في تيارت”. وأردف: “عدا التعتيم الإعلامي، هناك الكثير من مواطن الخلل وتكرار الماضي في تعامل السلطات مع الأحداث”.

وخلص رباحي، إلى أنه “من المعروف أن الانتخابات عادة ما تصيب الجزائر بالشلل”، مشيرا إلى أنه “في عهد بوتفليقة كانت مصالح الناس تتعطل والبلاد تتوقف عن الحركة لأن الرئيس يفضّل التشويق في موضوع ترشحه لولاية أخرى”.

وتابع أن “الجزائر اليوم تعيش وضعا مماثلا. فكل الأعناق مشرئبة نحو “المرادية” (قصر الرئاسة) والسؤال المعلّق: هل سيترشح تبون أم لا؟ على الرغم من أن السؤال لا يستحق أصلا أن يُطرح لأن الجواب معروف سلفا ومنذ بداية الولاية الرئاسية الأولى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *