أخبار وطنية، الرئيسية

أكادير: انتخاب المغرب رئيسا للمجلس الدولي لتنسيق برنامج اليونسكو حول الإنسان والمحيط الحيوي (الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)

جرى اليوم الثلاثاء ثاني يوليوز 2024، انتخاب المغرب لمدة عامين. رئيسا للمجلس الدولي لتنسيق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (CIC-MAB)، التابع للأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)،

وتم انتخاب المغرب في شخص السيدة لطيفة اليعقوبي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجرة الأركان (ANDZOA)، بمناسبة انعقاد الدورة 36 ​​للمجلس التنسيقي الدولي لبرنامج اليونسكو حول الإنسان والمحيط الحيوي الذي تحتضنه عاصمة سوس من 1 إلى 5 يوليوز الجاري، اعتبارا للتجربة المغربية المتميزة في هذا المجال.

وفي كلمة لها بهذه المناسبة، ثمنت السيدة يعقوبي، التي ستتولى هذا المنصب خلفا للنيجيري أديبوجو أديشولا، الثقة التي تم وضعها في المغرب لرئاسة المجلس الدولي لتنسيق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، مؤكدة التزامها بالعمل مع باقي أعضاء وشركاء المجلس من أجل إنجاز مختلف المشاريع المندرجة في إطار هذا البرنامج.

وقالت في هذا الصدد “يشرفني تولي هذه المسؤولية، وأنا ملتزمة بشكل تام، وفقا للتوجيهات الملكية السامية، بتعزيز علاقات التعاون مع الدول الأعضاء، ومواصلة العمل على نفس المنوال بهدف النهوض بتنمية المجالات الحيوية، على طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

 وعلى إثر انتخاب المغرب لرئاسة هذا المجلس، أشاد ممثلو الدول الأعضاء فيه بالمساهمة الهامة للمملكة في تفعيل المبادرات ذات البعد البيئي، وبحرصها الموصول على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.

   ويتولى المجلس الدولي لتنسيق برنامج اليونسكو حول الإنسان والمحيط الحيوي مهمة توجيه البرنامج والإشراف عليه، وبحث التقدم المحرز في تنفيذه، وتقديم توصيات بشأن مشاريع بحثية للدول، وبلورة مقترحات بشأن تنظيم التعاون الإقليمي والدولي.

  ويتكون هذا المجلس من 34 بلدا عضوا في منظمة اليونسكو، يتم انتخابهم من طرف المؤتمر العام في دوراته العادية مع مراعاة التوزيع الجغرافي العادل، وضرورة ضمان التناوب المناسب، وتمثيلية هذه الدول من وجهة نظر بيئية في مختلف القارات وأهمية مشاركتها العلمية في البرنامج الدولي.

وافتتحت الدورة السادسة والثلاثون، أشغال الدورة الـ36 للمجلس الدولي لتنسيق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، اليوم الثلاثاء، بمبادرة من منظمة اليونسكو بشراكة مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء وشركاء منظمة اليونسكو، وكذا ممثلي وكالات أممية ومنظمات دولية غير حكومية.

ويعد برنامج اليونسكو حول الإنسان والمحيط الحيوي أداة تروم إرساء أساس علمي لتحسين العلاقات بين الأفراد وبيئتهم. فهو يجمع بين العلوم الدقيقة والطبيعية والاجتماعية لتحسين سبل عيش الناس وحماية النظم الإيكولوجية الطبيعية والمدارة، وبالتالي تعزيز النهج المبتكر للتنمية الاقتصادية التي تكون مناسبة اجتماعيا وثقافيا ومستدامة بيئيا.

ويوم أمس الاثنين، فاتح يوليوز استضاف المجلس التنسيقي الدولي لبرنامج اليونسكو حول الإنسان والمحيط ندوة، حول التربة ودورها الحاسم في التنوع البيولوجي والنظم البيئية ودورة المغذيات، بمشاركة ثلة من الشخصيات والخبراء والباحثين الدوليين في المجال.

وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، لطيفة يعقوبي، أن المغرب يزخر بتنوع في التربة وفي الأوساط الطبيعية التي تمثل رأسمالا ثمينا. وقالت إن “تربتنا الخصبة تساهم بقوة في الأمن الغذائي الوطني”، مشيرة إلى أن التنوع البيولوجي المغربي يعد أيضا مؤهلا رئيسيا يوفر مجموعة متنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية، ويساهم في التوازنات البيئية ويوفر الموارد للساكنة المحلية وللفلاحة والسياحة.

وأشارت المديرة العامة للوكالة أيضا إلى أنه يتعين رفع العديد من التحديات المرتبطة بتدهور التربة، ولا سيما التصحر وتآكل التربة وفقدان التنوع البيولوجي، مشددة على أن السلطات العمومية تدرك هذه التحديات، وأطلقت عدة مبادرات للحفاظ على التربة والتنوع البيولوجي.

وأضافت أن “هذا اللقاء يبرز بالتأكيد مختلف الجوانب الحاسمة للترابط بين التربة والتنوع البيولوجي وإدارة المناظر الطبيعية والماء، ويشكل فرصة للتركيز على الممارسات الفضلى للجماعات المحلية، وعلى التقدم الحاصل في مجال البحث العلمي الذي سينير طريقنا نحو مستقبل مستدام”.

من جانبها، سلطت مساعدة المديرة العامة للعلوم البحثة والطبيعية في اليونسكو، ليديا آرثر بريتو، الضوء على الارتباط الوثيق بين التربة والتنمية المستدامة، مؤكدة التزام اليونسكو بتعزيز العمل المشترك بغية حماية التراث العالمي في هذا المجال الذي من شأنه أن يعالج إشكالية تآكل التربة.

وبخصوص الوضع في إفريقيا، لفتت السيدة بريتو الانتباه إلى العوامل التي تجعل السكان أكثر عرضة للخطر، لا سيما بسبب تدهور الأراضي المثير للقلق، مشيرة إلى أن التصحر لا يزال يتسع بشكل خطير، مما يؤثر على مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة.

وقالت إن “اليونسكو تدعو إلى تعبئة المجتمع الدولي الذي يتعين عليه أن يتحرك بشكل عاجل وأن يدرك هذه الإشكالية”، مبرزة مساهمة المغرب القيمة في حماية التنوع البيولوجي.

وتضمن برنامج هذا الحدث جلسات نقاش تتمحور على الخصوص حول “صحة التربة في مواجهة تغير المناخ العالمي – التحديات والفرص”، و”التربة والتنوع البيولوجي”، و”التربة في قلب التدبير المندمج للمناظر الطبيعية” و”التعليم والثقافة في مجال علوم التربة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *