غير مصنف

رحلة الألف ميل..شباب اشتوكة أيت باها يستكشفون آفاق ريادة الأعمال وفرص التمويل بسوس ماسة

مصطفى وغزيف

ثلاثون زوجًا من الأقدام تدب الأرض بحماس، وثلاثون قلبًا يخفق بالأمل، نحو عتبة مبنى فضاء “تكنوبارك أكادير” في رحلة تطوي المسافات بين الألف ميل ورحلة عالم ريادة الأعمال.


هكذا استهلت أولى محطات الخرجة الدراسية التي نظمها اتحاد المقاولين الذاتيين الشباب ضمن الشراكة التي تجمعه مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية باشتوكة أيت باها، محطة فتحت آفاقًا جديدة وألهمت جيلًا جديدا وطموحا من رواد الأعمال القادمون.


في هذا المبنى المتعدد الخدمات” تكنوبارك أكادير” ، تنبض فضاءات رواد الأعمال بالحياة والتركيز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تم التعرف على مختلف خدمات الفضاء المقدمة للمقاولات وكيف يمكن لأفكار ريادة الأعمال أن تتحول إلى واقع رقمي ملموس. هذا الفضاء الكبير هو جزء لا يتجزأ من مخطط التسريع الصناعي لجهة سوس ماسة، وهو مشروع عملاق يهدف إلى دعم الديناميكية الريادية والابتكار في المنطقة، تماشيًا مع التوجيهات الملكية لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.


خرجة دراسية وترفيهية، مفعمة أيضا بالأنشطة الملهمة في سياق برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي، وتحديدًا في إطار محور “دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب”، والذي يتماشى مع أهداف المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتضمنت الخرجة، محطات عديدة، حيث انطلق المشاركون إلى غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة سوس ماسة. هناك، قدم المسؤولون شروحات متميزة حول مهامها واختصاصاتها الدستورية، فضلاً عن دورها المهم في مواكبة المشاريع الريادية ودعم الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال في المنطقة، إذ أن خبراء في مجال الأعمال شاركوا تجاربهم، مقدمين نصائح قيمة حول تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة. النقاشات كانت حيوية، والأسئلة عميقة، ما يعكس جدية المشاركين وتعطشهم للمعرفة.
المحطة الموالية كانت بمقر جمعية سوس ماسة مبادرة، هنا، تتحول الأحلام إلى واقع ملموس، حيث التمويل على شكل قروض الشرف، قدمت لهم تفاصيل وشروحات حول طبيعة هذا القرض التمويلي، والشروط المطلوبة للحصول عليه، فضلا عن هالمسار الذي يقطعه حامل المشروع إلى حين الوصول إلى محطة حاسمة للمصادقة على ملفه من لدن اللجنة المختصة، وبعدها المواكبة في الميدان. هناك قصص نجاح لشباب مقاول قدموا مشاريعهم فحصلوا على التمويل المطلوب من طرف الجمعية، يتوزعون بين ربوع الجهة بمناطق جبلية وسهلية، هذه القصص أثبتت أن النجاح ممكن، حتى من نقطة البداية التي يقف، الشباب الزائر عندها الآن.
هكذا، وفي يوم واحد، تحولت أحلام ثلاثين شابًا من مجرد خيالات إلى خطط عمل، ومن أفكار مبهمة إلى رؤى واضحة لمستقبل مشرق.
رحلة واحدة، ألف حلم، ومستقبل كامل يتشكل لجيل جديد من رواد الأعمال بإقليم اشتوكة أيت باها، انتهت الخرجة، لكن الرحلة الحقيقية بدأت للتو، عائدين، محملين بأحلام أكبر مما جاؤوا به، لتحويلها إلى فرص استثمارية واعدة، وفق خلفية الحس المقاولاتي، ذو القيمة المضافة المنشودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *