أخبار وطنية، الرئيسية

“مصانع الموت”..بناء طابقين جديدين وراء انهيار “وزين”

في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس،استفاقت ساكنة إقليم مديونة بجهة الدار البيضاء على وقع فاجعة انهيار جزئي لبناية شركة متخصصة في النسيج بالمنطقة الصناعية رقم 152 بجماعة تيط ملي، انهيار استنفر مختلف السلطات وعجل بتنقل عامل الإقليم، إلى عين المكان.

وقد خلف الحادث مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين،في أحدث حوادث ما بات يُعرف في المغرب بـ”مصانع الموت”.

وأفادت السلطات المحلية في إقليم مديونة، في بيان لها، أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى مديونة لتلقّي الإسعافات والعلاجات اللازمة، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ لثلاثة أشخاص آخرين مازالوا عالقين تحت الأنقاض.

وفي وقت تم فيه فتح تحقيق من طرف السلطات المعنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على الأسباب الكامنة وراء الحادث.

تشير المصادر، أن السبب الأساسي في انهيار البناية المعنية، راجع إلى بناء طابقين جديدين فوق بناية المعمل القديمة و“الهشة” أصلا، دون تجديد الأعمدة الحديدية، وهو ما كان ينذر منذ البداية بانهيارها.

وينتظر أن يضع التحقيق الذي تم فتحه من طرف الجهات المختصة مختلف المتدخلين في موقع المساءلة، بدءا من المسؤولين عن تسليم الرخص إلى المسؤولين عن إجراء الخبرة على البناية، وغيرهم.

وأوضحت المصادر، أن البناية كان بها عمال بناء يبيتون في عين المكان، لاستكمال بناء الطابقين الجديدين، الذي تم تشييدهما فوق البناية القديمة للشركة المتكونة في الأصل من طابقين، طابق سفلي وطابق آخر.

وأضافت المعطيات ذاتها، أن الوفيات حصلت بين عاملي البناء وليس عمال “الوزين”، إضافة إلى إصابات عمال بناء آخرين، خلال الساعات الأولى من صباح الخميس.

وينحدر العمال الضحايا من كل من أزيلال ومدينة المحمدية، قادهم مورد رزقهم إلى موقع بناء “الوزين” المتخصص في صناعة النسيج، لكن القدر كان له رأي آخر واختار أن يخطف أرواحهم تحت الورش الذي يشتغلون فيه.

وتتراوح أعمار المتوفين بين العقد الثالث والعقد الخامس، إذ يبلغ أحدهم 57 سنة، فيما الثاني ويدعى مصطفى عمره 45 سنة، وعمر الثالث حوالي 40 سنة.

وفي حدود الواحدة ظهرا، تم انتشال جثة شخص، بينما ما يزال آخر تحت الركام، والاثنان يبلغان من العمر 30 و34 سنة.

ومنذ الصباح الباكر، توافدت جموع النساء والرجال إلى مكان الورش، وتعالى البكاء والصراخ ألما وحزنا على فقدان أقاربهم تحت الركام.

نساء يصرخن طلبا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على أقاربهم الذين تم انتشال جثثهم، وأطفال يبكون لفقدان معيليهم في ظروف لم تخطر لهم على بال.

وقد أعادت الفاجعة، إلى الأذهان،  تكرار حوادث مميتة في الوحدات الصناعية غير المهيكلة خلال السنوات الأخيرة. كان أبرزها مصرع 29 عاملا، في 8 فبراير 2021 بمصنع نسيج “سري” في مدينة طنجة، جراء تسرب مياه الأمطار، تسبب في محاصرة ووفاة عدد من الأشخاص الذين كانوا داخل المصنع.

وفي 26 إبريل 2008، شهدت مدينة الدار البيضاء مقتل 56 عاملاً وجرح 17 آخرين، إثر حريق شب في مصنع “روزامور”، نتيجة المواد سريعة الاشتعال التي يستعملها المصنع من الإسفنج وخشب وجلد ومواد كيماوية، وعدم تطبيق معايير السلامة.

ويُسجّل المغرب، حسب مكتب العمل الدولي، 2000 وفاة سنويا ترتبط بحوادث الشغل، وهو ما يعد من بين أعلى الأرقام المسجلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتعزى أهم أسباب تلك الحوادث إلى “ضعف تطبيق القوانين ذات الصلة، والنقص الحاصل في الكفاءات المتخصصة، وكذلك محدودية جهاز المراقبة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *