أخبار وطنية، الرئيسية

أموال المحسنين فجرت الخلاف..تفاصيل جريمة قتل “عائشة” على يد زوجها المريض بالسرطان..دفنها وأطلق حملة للبحث عليها في “فيسبوك”

لم تكن تعلم “عائشة ل.” البالغة من العمر 43 سنة، صــباح يوم الأربعاء 3 ماي 2023، خـلال مرافقتها لابنتها الملتحقة كممرضةً بالمستشفى الجامعي بطنجة، أن ذلك سيكون آخر يوم في حياتها، دخلت ابنتها لتباشر عملها، فيما ظلت السيدة تراقبها من أمام البوابة الرئيسية، قبل أن تغادر المكان دون العودة لمنزلها، ولم تكن تدري أن شريك حياتها يخطط لوضع حد لحياتها.

وبعد انتهاء الممرضة من عملها وعودتها لبيت والديها، كانت صدمتها كبيرة إلى جانب إخوتها ووالدهم بفقدان والدتها التي لم تعد للمنزل، لينطلق مسلسل البحث عن خيط يدلهم عن مكان المفقودة، أين ذهبت؟ ولماذا اختفت؟ كلها أسئلة راودت بناتها الثلاث وابنها الذي يصغرهن سنا.

الأمر الذي دفع ابنتها إلى وضع شكاية لدى ولاية أمن طنجة بشأن واقعة الاختفاء المحيرة، كما أطلقت الأسرة عدة نداءات للبحث على الأم المختفية عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” ، لكن جدوى.

العناصر الأمنية، قامت باستجواب جميع أفراد الأسرة في واقعة الاختفاء، وكانت الأسئلة إعتيادية والأجوبة عفوية ولا جدال فيها، باستثناء تصريحات الزوج المزداد سنة 1961. الذي بدا الارتباك عليه ما أثار شكوك المحققين حول تصريحات الأب المتضاربة وسلوكه المرتبك.

وجد الزوج نفسه محاصرا بسيل من الأسئلة، فيضع المحققون فرضيات حول مقتل الزوجة على يد زوجها،  اعترف لدى التحقيق معه قبل حوالي عشرة أيام بتورطه في اختفاء زوجته، لكن لم يكشف تفاصيل أكثر، كما أن حالته الصحية لم تكن تسمح بتعميق البحث معه لإماطة اللثام عن تفاصيل و حيثيات واقعة الاختفاء، فأخلي حال سبيله لعدم وجود أدلة.

وواصلت عناصر الشرطة عملية النبش في حياة الأسرة وسنوات الزواج، وتوصل المحققون إلى أن الزوج يعاني من مرض السرطان، وقد سبق له أن حظي بمساعدات مالية من المحسنين، حيث احتفظت الزوجة الهالكة بجزء مهم منها فيما تم تخصيص الجزء الآخر لعلاجه،  قبل يشرع الرجل (الزوج) في مطالبة شريكة حياته بما اعتبره مالا مستحقا له، لتشتعل الصراعات والخلافات بشكل كبير لحين أن قرر إنهاء حياتها بطريقة مؤلمة. وهنا تأكد لدى الشرطة مقتل المختفية والمشتبه فيه الرئيسي ليس سوى زوجها.

وبعد اكتشاف الشرطة هذه المعلومات، هاتفت العناصر الأمنية المعني بالأمر من أجل الالتحاق بجناح التحقيقات القضائية داخل ولاية الأمن، من أجل تعميق البحث معه للوصول إلى مكان تواجد زوجته، إلا أنه رفض ذلك، الأمر الذي دفع عناصر الشرطة القضائية إلى التربص به من أجل إلقاء القبض عليه بأمر من النيابة العامة المختصة.

المشتبه فيه حاول الهروب من بيته لحظة قدوم الشرطة، ليسقط ويصاب بكسر على مستوى ساقه اليمنى، ليتم نقله على وجه السرعة لمستشفى محمد الخامس، حيث أجريت له عملية عاجلة، تحت حراسة أمنية وطبية مشددة حيث ظل لحوالي أسبوعين تحت المراقبة الطبية.

وبعد أن استعاد الزوج عافيته، عاد المحققون لمساءلته، لانتزاع اعترافاته التي تأخرت، قبل أن ينهار ويعترف في نهاية المطاف بجريمته المروعة التي ارتكبها في حق رفيقة دربه، وأم أولاده، كاشفا للعناصر الأمنية عن خطط جريمته، مؤكدا، أنه تبعها وابنته وانتظر دخولها إلى مقر عملها، ليقوم باستدراج زوجته لمنطقة خلاء مجاورة للغابة الديبلوماسية بالقرب من المستشفى الجامعي، وقام بخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم دفنها بذات المكان.

 التحقيقات المعمقة مع الجاني، أوصلت العناصر الأمنية إلى الحلقة المفقودة في القضية، حيث مكنت من الوصول إلى مكان دفن جثة الضحية “عائشة.ر”.

وبعد اهتداء الشرطة لمكان دفن الجثة بإرشاد من الزوج نفسه، تم استخراج جثة “عائشة” يوم أمس الأربعاء 24 ماي 2022، بحضور السلطة المحلية والشرطة التقنية والعلمية والدرك الملكي للإختصاص الترابي، وجرى نقلها إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح، من أجل الكشف عن طبيعة الوفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *