أخبار وطنية، الرئيسية

أخ الدليمي: مدنيون وعسكريون من داخل النظام اغتالوا الجنرال، وهكذا تمت تصفيته والحسن الثاني يردد “يالطيف”

صباح أكادير:

علاقة باغتيال الجنرال أحمد الدليمي، أقوى رجالات الملك الراحل الحسن الثاني، الذي تولى مهام أمنية كبرى خلال ما يعرف بسنوات الرصاص، ذكرت “أخبار اليوم” أن أخ الجنرال الراحل، فريد الدليمي، قال إن الذين نفذوا اغتياله مدنيون من داخل النظام، بتواطؤ مع بعض العسكريين، مشيرا إلى أنهم كانوا يكنون له مشاعر الحقد والكراهية، واعتبرهم أعداء للوطن وللحسن الثاني.

وتضيف الجريدة أن فريد الدليمي أوضح، في حوار مع مجلة “زمان”، أنه يتحفظ على ذكر أسماء هؤلاء الذين يقول إنهم يقفون وراء اغتيال شقيقه.

فريد الدليمي تحدث عن تفاصيل ليلة 25 يناير 1983 التي وقعت فيها “الحادثة”، والتي مات فيها الجنرال القوي حينها، وقال إنه لحظة وصوله إلى بيت أخيه رفقة العائلة، “رأينا سيارته من نوع مرسيدس محترقة، وعلى بعد أمتار منها شاحنة ليس بها أي ضرر، وهنا تأكدنا أن الرواية الرسمية عن وفاته ملفقة”. أول المتصلين من القصر الملكي كان هو الجنرال مولاي حفيظ، رجل ثقة الحسن الثاني، حيث أبلغه برغبة الملك في دفن أحمد الدليمي في الرباط، وطلب من العائلة العودة فورا إلى العاصمة.

وفيما أوضح فريد الدليمي أن العائلة لم تعاين جثة الراحل، نقل عن الكولونيل البرنيشي الذي قال إنه كان في عين المكان، قوله إنه رأى جثة الدليمي وهي مشوهة، “وقد تعرف عليه عبر ساعته المهشمة، والتي تعوّد دائما وضعها في يده. وبعدها بدقائق حضر عامل مراكش مصطفى طارق، الذي قام بتحية والدي وقال له “غسلتو بيديا آ الحاج”. وفيما حضر كل من الأمير مولاي عبدالله، شقيق الملك، وولي العهد الأمير سيدي محمد وشقيقه مولاي رشيد وعدد من مستشاري الملك مراسيم الجنازة، حضر الملك شخصيا إلى بيت الأسرة مساء اليوم نفسه لتقديم التعازي، حيث “رفع الحسن الثاني يديه إلى السماء قائلا: تاحاج لحسن الدليمي تانعرفك رجل شجاع، هادشي ديال سيدي ربي ما عندنا ما نديرو لو، بلغني مولاي حفيظ أنك صبرتي صبر المومنين”.

“الأيام” بدورها، ذكرت أن هشام الدليمي، ابن أخ الجنرال أحمد الدليمي، كشف حقائق حول حادثة التصفية الملغزة لعمه؛ إذ أفاد بأن عمه الجنرال تم استدعاؤه إلى مراكش قبل أقل من 24 ساعة من وصول الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في زيارة إلى المغرب يوم الثلاثاء 25 يناير 1983، وأنه في ذلك اليوم اجتمع الجنرال مع الملك الراحل الحسن الثاني، ولاحظ شهود أن حدة الكلام بينهما ارتفعت.

وفي حدود الساعة الخامسة والنصف من اليوم ذاته، يقول هشام الدليمي، “خرج عمي من القصر الملكي بمراكش وهو راكب سياراته، وفي المكان الذي قتل فيه سمع بعض الشهود انفجارا أول، فهرعوا إلى عين المكان ورأوا سيارة محروقة، بينما كان يسمع دوي انفجارات أخرى، كما رأوا في نفس الوقت شاحنة تفر هاربة”، مشيرا إلى أن عمه تعرض لعملية اغتيال، موردا أنه “قفز من السيارة التي كان يركبها وخرج وفي يده رشاش لم يكن يفارقه، إلا أنه بعد نفاد ذخيرته تم إمطار جسده بالرصاص”.

وأضاف هشام: “عمي كان ضحية عملية تصفية خطط لها الثلاثي محمد المديوري، الذي كان مكلفا بالأمن الملكي والحارس الشخصي للحسن الثاني، ومولاي حفيظ العلوي، وزير التشريفات والأوسمة، وإدريس البصري، وزير الداخلية، ويمكن أن أؤكد أن محمد المديوري كان مختبئا يتابع عملية تصفية الجنرال أحمد الدليمي، والعملية جرى تصويرها من بدايتها إلى نهايتها”.

وأشار هشام الدليمي إلى أن “الملك الراحل الحسن الثاني التحق على الفور بالمكان الذي قتل فيه الجنرال أحمد الدليمي، فوضع الملك رأسه بين يديه وبدأ يردد يا لطيف… يا لطيف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *