الأولى، الإقتصاد والأعمال، الرئيسية

أكادير تشهد ثلاثة أوراش استراتيجية للنهوض بالمدينة

صباح أكادير:

ينخرط مختلف الفرقاء الجهويين، مسؤولين ومهنيين، في ورش النهوض بالقطاع السياحي بمدينة أكادير، وبالجهة عموما، بعد تسجيل تراجع ملحوظ في أداء السوق السياحية، جعل عاصمة سوس تفقد الكثير من بريقها.

وتنخرط في هذا الورش “شركة التنمية السياحية” لسوس ماسة، بعد تعيين مدير لها مطلع السنة الجارية، والتي أنيط لها دور وضع خارطة طريق للنهوض بالقطاع السياحي وتجاوز التعثرات التي أفقدت وجهة أكادير ريادتها على المستوى الوطني، حيث تعمل بشراكة مع مختلف المتدخلين بجهة سوس ماسة، سعيا وراء رسم ملامح جديدة للسياحة بمدينة أكادير، تروم إعادة عاصمة سوس إلى الريادة كأول وجهة سياحية بالمغرب.

وأمام مدير “شركة التنمية السياحية”، السيد عبد الكريم أزنفار، ملفات أوراش تكتسي طابع الأولوية، نظرا لأهميتها الاستراتيجية، ستحاول الشركة، مع ميزاينتها المحدودة نسبيا، كسب رهانها.

وقد يكون ورش البنيات الفندقية بأكادير، أحد أبرز الملفات التي تحظى بالأولوية في المعالجة، حيث تداولت تقارير إعلامية أن الشركة تفكر في إنشاء صندوق دعم مخصص للبنيات الفندقية.

وتتمثل الاستراتيجية في تطوير وتجديد الفنادق، وإنجاز بنيات فندقية جديدة تستجيب للتطور الحاصل في السوق السياحية العالمية، حيث حددت التشخيصات الأولويات مجموع المشاريع الفندقية التي انخرطت فيها مدينة أكادير، مثل المشروع الفندقي بمنطقة “إيمي وادار”، الذي يخطط له أن يكون أجد المنتجعات السياحية الضخمة بالمنطقة، والذي عرف انطلاقة سيئة في مرحلة إنجاز الدراسة، وهو الأمر الذي تحاول الشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT) تداركه، بإطلاق طلبات عروض جديدة لإنجاز دراسة المشروع أواخر هذا الشهر.


إلا أن إكراهات تثمين الوعاء العقاري السياحي بأكادير، لإنجاز مشاريع فندقية جديدة، تمثل أحد التحديات الكبيرة التي تنتظر إيجاد حلول واقعية لتجاوزها، حيث تواجه عدة مشاريع مشكلات في التسوية العقارية، كما هو الشأن بمنطقة “تما وأنزا” و”أغروض”، وحتى بمنطقة صونابا.

ورش آخر يمثل أهمية كبيرة بين الأوراش التي تحظى بأولويات “شركة التنمية السياحية”، والذي قطعت فيه الجهة خطوات مهمة، وهو تثمين الوجهات السياحية بجبال اكادير إداتنان، عبر بلورة مجموعة من التصورات الكفيلة بإعطاء نفس جديد للسياحة القروية بجبال أكادير إداتنان، وتجاوز بعض العراقيل التي تبطئ نموها، والتي يبقى أبرزها الشبكة الطرقية، التي مازالت تعاني كثيرا من النواقص، وهو ما تسعى جهة سوس ماسة للتغلب عليه، وذلك عبر فتح أوراش كبرى لتعزيزها وتقويتها، خدمة للساكنة المحلية وتسهيلا للولوج السياحي للمنطقة


ويمثل تأهيل وجهة جبال أكادير إداوتنان السياحية، ورشا طموحا لتطوير برنامج بنيات الاستقبال السياحي (PATI)، المتمثل في إنشاء مجموعة من المآوي السياحية لتعزيز بنيات الاستقبال السياحي بالعالم القروي، ويهدف إلى استثمار المؤهلات السياحية المتوفرة في المناطق الخلفية لهذه المنطقة، إضافة إلى بلورة تصور مبتكر لتطوير المنتوج السياحي المحلي والحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية بمنطقة إداوتنان.

وينضاف إلى هذه الصعوبات التي لا زال يعانيها استقطاب السياح للمنطقة، تثمين الوجهة السياحية على مستوى النقل الجوي، وما تتعرض له مدينة أكادير من انتقادات بخصوص غلاء أسعار تذاكر الطائرات وفي الافتقار للوجهات المباشرة، فإذا كانت مدينتا مراكش والدار البيضاء قد نجحتا نسبيا في استقطاب الكثير من الشركات العالمية للطيران، والارتباط بكبريات المطارات عبر القارات الخمس، فإن عروض مطار المسيرة أكادير تبقى محتشمة، في ظل غلاء تذاكر السفر وغياب الخطوط المباشرة، مما صار يستلزم العمل على إعادة النظر في أثمنة التذاكر، المرتفعة نسبيا، وتشجيع الخطوط الأجنبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *