أكادير والجهة، الرئيسية

كابوس يؤرق فلاحي سوس وأيت باعمران.. ويهدد 80 ألف هكتار من المغروسات بالتدمير

ـ صباح أكادير

ارتفعت، مؤخرا، عدة أصوات مطالبة بإعادة النظر في الطريقة التي تم بها التعاطي للتصدي لمخاطر الحشرة القرمزية، التي اجتاحت المغروسات بإقليمي تيزينت وتارودانت، وبمنطقة أيت باعمران، عاصمة الصبار بامتياز، معتبرة أن التعاطي مع ظاهرة الحشرة القزمرية لا يرقى إلى حجم الأضرار الجسيمة التي تكبدها محصول الصبار، خصوصا منطقة سيدي إفني وساكنتها.

وقد استنفرت الجهات الوصية بإقليم تيزنيت، يوم أمس الخميس، مصالحها، بتنسيق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية (ONSSA)، للقضاء على الحشرة القرمزية بعد اكتشافها بحقول الصبار بقيادة أربعاء رسموكة.

كما تعيش جماعة سيدي بوموسى بإقليم تارودانت، هي الأخرى تحت رحمة الحشرة القرمزية، بعدما اجتاحت محصول الصبار بالجماعة مطلع شهر فبراير، وتسببت في القضاء عليه.

ودعا برلمانيون ومهنيون، في اجتماع، انعقد منتصف شهر فبراير بمقر عمالة سيدي إفني حول تداعيات هذه الآفة، إلى ضرورة تدخل فعال لوقف مخاطر الحشرة القرمزية على محاصيل الصبار بمنطقة ايت باعمران، معتبرين أن مصالح وزارة الفلاحة بالإقليم تعاملت مع الظاهرة بالتهاون وعدم إعطاء الإشكالية الحجم المناسب” وتبقى تدخلاتها “محتشمة وبدون فعالية”.

ويجمع كافة المتدخلين بإقليم سيدي افني، على ضرورة استشعار خطورة استفحال الوضع، وتكثيف الجهود وإيلاء عناية كبرى للقضاء على هذا المرض المدمر، وذلك عبر اتخاذ التدابير الناجعة من أجل تطويق الظاهرة.

وتشير تقديرات مندوبية الفلاحة بإقليم سيدي إفني، إلى أن المساحات المغروسة بنبات الصبار تبلغ أزيد من 80 ألف هكتار، ويمثل منتوج الصبار بالإقليم حوالي 30% من إجمالي المنتوج الوطني بحوالي 200 ألف طن سنويا، إضافة إلى اعتباره المصدر الرئيسي للدخل المحلي، إذ يشكل نسبة 57% من النشاط الفلاحي بالمنطقة.
وظهرت هذه الآفة بالمغرب سنة 2014، بإقليم سيدي بنور، ثم انتشرت بشكل تدريجي بمختلف المناطق، حيث ظهرت في آسفي سنة 2016، ثم في أكادير (جماعة بلفاع) في يوليوز 2017، لتظهر بؤر منها بعد ذلك بإقليم سيدي إفني، ولتعاود الانتشار مؤخرا بإقليمي تيزينت وتارودانت.

وتعتبر أمريكا الجنوبية الموطن الأصلي لهذه الحشرة التي تدعى بالحشرة القرمزية، أما صنفها فهو “Dactylopius opuntiae”.

وتصيب هذه الحشرة نبات الصبار، خاصة نوع “Opuntia ficus indica”، وتظهر على شكل مجموعات قطنية بيضاء تسبب جفاف نبات الصبار بعد امتصاص السوائل، مما يؤدي إلى تعفنه ثم موته جراء شدة الإصابة، التي تتميز بسرعة الانتشار وبقدرة تدميرية عالية.

جدير بالذكر أيضا، أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، رصدت غلافا ماليا قدره 80 مليون درهم، لتعزيز تدابير محاربة هذه الحشرة القرمزية، وكذا إحداث لجنة لليقظة تتولى تدبير وتتبع برنامج اقتلاع ودفن الأغراس الأكثر تضررا على المستوى الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *