اللحظات الأخيرة قبل الحكم على والي سابق بأكادير بسنة سجنا نافذا..الوالي التزم الصمت وكان يتلو آيات قرآنية و زميله مدير  CDG أجهش بالبكاء قبل أن يغمى عليه 

لم يكن يوم أمس الثلاثاء كسائر الأيام بالنسبة للمدير العام للشركة العقارية وهو الوالي السابق لأكادير و زميله أنس العلمي المدير العام السابق لصندوق الإيداع والتدبير، وهم يترقبون صدور الحكم فيما يعرف بملف باديس بالحسيمة بخصوص اتهامهم بالوقوف وراء الاختلالات المالية والتقنية في هذا المشروع السكني الضخم.

وفي هذا السياق، عرفت المحكمة منذ الساعات الأولى حركة غير عادية داخل أروقتها، استعداد وتحضيرات لاستقبال المتهمين، خصوصا أن الأمر يتعلق بمسؤولين كبار في جهاز الدولة، 5 سنوات بالتمام والكمان، استغرقها النظر في ملف تجزئة “باديس” منذ إحالته على الوكيل العام للملك بفاس من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في سنة 2015، مدة عاش فيها المتهمون وغالبيتهم مسؤولون في الشركة العامة العقارية ومقاولون ومديرو شركات ومقاولات ساعات في انتظار الحسم في هذا الملف الثقيل.

في كل جلسة كانت تزداد التخوفات وتتعاظم المخاوف من مصير غامض، بعدما وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، بعد جرجرتهم إلى المحكمة ومحاكمتهم ونزولهم من أعلى مراتب المسؤولية إلى أدنى موقف يمكن أن يصله إنسان لمحاكمته وتراجع سمعته، خاصة في نظر الرأي العام.

وبعد 4 ساعات من التداول، أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بالجرائم المالية بفاس، مساء يوم أمس الثلاثاء، أحكاما بالسجن في حق كل من علي غنام المدير العام للشركة العقارية وهو الوالي السابق لأكادير و زميله أنس العلمي المدير العام السابق لصندوق الإيداع والتدبير بتهمة التصرف في مال بسوء نية ممن له الحق على التصرف فيه”، طبقا للفصل 542 من القانون الجنائي المغربي.

الحكم شكّل صدمة كبيرة لهما، إذ بمجرد ما نطق القاضي اللّحية بهذا الحكم، حتى أن أنس العلمي كاد يغمى عليه أثناء مغادرته القاعة بشكل كان وشيك السقوط لولا إمساك زملائه به لتفادي ذلك.

العلمي أجهش بالبكاء، عكس زميله علي غنام الذي التزم الصمت، وكان يتلو في نفسه آيات قرآنية طيلة فترة انتظار صدور الحكم، الذي طال أربع ساعات من المداولة، اختلى فيها أعضاء هيأة الحكم لتسطيره وتحييثه، وفق الفصول القانونية المؤطرة لذلك.

عن موقع كود بتصرف