الرئيسية، مجتمع

بعد تعذيبهم للضحية حتى الموت…المؤبد لثلاثة مجرمين بالجديدة.

أنهت غرفة الجنايات الابتدائية بالجديدة أخيرا صفحات قضية مرتبطة بما بات يعرف ب ” جريمة دوار أولاد ساعد” التابع لجماعة مولاي عبد الله، الضالع فيها ثلاثة أشخاص نفذوا التعذيب والقتل في حق شاب يبلغ من العمر 25 سنة، يتحدر من دوار الغزوة، وساعدهم شخصان آخران في التخلص من الجثة ومحاولة طمس معالم تلك الجريمة النكراء، التي استنفرت جهود قوات أمن بتلوينات مختلفة، ما مكن من إيقاف العقل المدبر لتلك الجريمة وشركائه، والتي تصدى لها الفصل 392 من القانون الجنائي المغربي، بعد أن عاقب الأشخاص الثلاثة بالمؤبد، بينما حكم على مساعديهم بسنة نافذة لكل واحد منهما .

وحسب جريدة “الصباح” التي أوردت الخبر، فإن الجريمة خلفت ردود فعل كبيرة لدى أهل الضحية، وشريحة واسعة من سكان الجديدة، اذ كان فريق من الدركيين قوامه 50 فردا مدعومين بكلاب قاموا بحملة تمشيط واسعة، أثمرت الاهتداء إلى زعيم العصابة مختبئا بدوار الهواورة، والذي دل على باقي شركائه.

وأحيل الخمسة جميعهم على الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، الذي تابعهم بالقتل العمد وارتكاب أعمال وحشية على جثة الضحية والمشاركة في ذلك وعدم التبليغ عن وقوع جناية، واستكمل معهم قاضي التحقيق مسار التحقق عما أتوه من أفعال معاقب عليها قانونا، وخلص في قرار إحالته أنهم ارتكبوا فعلا في هذه الدائرة القضائية وفي زمن لم يمض عليه أمد التقادم الجنائي، جريمة تعذيب الضحية حد إزهاق روحه وتخلصوا من جثته برميها في مجرى للصرف الصحي بدوار الهواورة المتاخم لدوار الدراع مسرح الجريمة، والتمس معاقبتهم بفصول تصل حد الإعدام .

ومثل المتهمون أمام هيأة الحكم في جلسة هي الثالثة بعد تأخيرات لتجهيز القضية، وفي البداية ذكرهم رئيس غرفة الجنايات،أنهم في أواخر شتنبر الماضي، أحكموا قبضتهم على الضحية ولم تأخذهم فيه رحمة ولا شفقة،عندما عرضوه لتعذيب فظيع، حسب الصور الملتقطة له، وتظهر الضرب والجرح بواسطة أداة حادة في أنحاء مختلفة من جسده، وأنهم لم يتوقفوا إلا والضحية جثة بدون حراك.

وزاد رئيس الغرفة مقتطفات من تصريحاتهم أمام الضابطة القضائية، والتي أكدوها في مختلف المراحل القضائية، أنهم استعانوا بخدمات شخصين حملا الجثة على متن دراجة ثلاثية العجلات” تريبوتور” ورموها في قناة واد حار .

ولم يستطيعوا إنكار أن زعيمهم وهو تاجر مخدرات، أمرهم بتصفية الضحية لأنه حل بدوار أولاد ساعد الدراع، واستعرض قوته وشوش على نشاطهم المحظور، وأنهم انتقموا منه شر انتقام على ما قام به في منطقة نفوذهم، التي يتحكمون فيها بالعنف والقسوة .

ولم يستطع المتهمون دفع صك الاتهام الثقيل، وإن كان دفاعهم حاول التخفيف عنهم من طائلة فصول المتابعة التي سطرت في حقهم، بينما فصل دفاع الضحية في الطريقة التي صفي بها الضحية، التي لا تصدر إلا عن أشخاص يعتبرون أنفسهم فوق القانون .

وبعد المداولة وطبقا لأحكام الفصل 392 من القانون الجنائي ، أدين رئيس العصابة والاثنين من مشاركيه بالمؤبد، بينما نال صاحب «تريبورتور» ومساعده سنة لكل واحد منهما .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *