أخبار وطنية، الرئيسية

نكبات “حراس الملوك” و ألغاز طبعت مسارهم المهني..المديوري، الجعايدي، أوفقير، المذبوح

صباح أكادير:

يلف الغموض عالم الحراس الشخصيين للملوك، وتتربص الدسائس بمهنة تجعل صاحبها الأقرب إلى مربع الوجاهة ويحظى بالشهرة والمكانة الاعتبارية الخاصة في سلم السلطة.

صحيح أن هذه الفئة تخضع لمنظومة أمنية دقيقة يضيق فيها هامش الخطأ، إلا أنه كلما أصبح الخطأ ممنوعا إلا وارتفع مؤشر الضغط وأضحت أنصاف الهفوات أخطاء مهنية تستحق التوقيف وبالتالي الاختفاء بعيدا عن ضوء التحركات الملكية.

يعتبر الحارس الشخصي أول مرتبة أمنية في تحركات الملك، والحاصلون على هذه الحظوة يفترض توفرهم على أعلى درجات اليقظة، فضلا عن معايير أخرى تتعلق بالبنية الجسمية والقدرة الخارقة على تنظيم التحركات ناهيك عن الرؤية السديدة والرماية الجيدة ورد الفعل السريع وأشياء أخرى منها ماهو مهاري وما قد يكتسب في الدورات التأهيلية بالمعهد الملكي للشرطة. فلا يتدخل أحد في مهمته، ويتقاضى مرتبا عاليا.

إن مهمة حماية الزعماء أمر في غاية التعقيد، لأن الحارس الشخصي يتحول إلى ظل للملك، وينال شعبية واسعة وتسلط عليه أضواء الإعلام التي تترصد في تعامله مع المواقف التي يتعرض لها.

ولأنهم الأقرب إلى المحيط الملكي، فإن ظهورهم أو غيابهم عن المناسبات الرسمية بجانب إفراد الأسرة الملكية الموكولين بمرافقتهم، يكفي للنبش في أسباب الغياب وربطها بهفوات تمخضت عنها غضبات ملكية، إلا أن المتأمل في قصص “كارد كورات” الملوك الثلاثة سيقف عند ألغاز الإعفاءات وأسرار الصعود والنزول في سلم الشهرة.

في ملفها الأسبوعي توقفت جريدة “الأخبار” في عددها الصادر نهاية الأسبوع عند حراس الملوك لتعيد ترتيب مسارهم المهني من بدايته إلى نهايته، والتوقف عند مجموعة ألغاز طبعت مسارهم المهني.

جمعة الرعب تعيد حارس الحسن الثاني إلى الواجهة

شغل محمد المديوري وسائل الإعلام بعد نجاته مما وصفها في شكايته لدى مصالح الأمن ب “محاولة اغتيال” أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة قبل الأسبوع، وهي الواقعة التي أعادت الحارس الشخصي للملك الحسن الثاني إلى الواجهة بعد سنوات قضاها بعيدا عن الأضواء.

الجعايدي.. من لاعب كرة سلة إلى “كاردكور” للملك

نشأ عزيز الجعايدي في حي شعبي بمراكش من بين أكثر الأحياء فقرا هو حي سيدي يوسف بن علي، وكان والده موظفا في إدارة المياه والغابات، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي ثم الثانوي في الحي نفسه، قبل أن ينضم إلى جمعية لقنون الحرب، لكن رفاق دربه نصحوه بممارسة كرة السلة، نظرا لقامته الطويلة التي تمكنه من التألق في هذا النوع الرياضي، لذا استبدل فنون الحرب بالتوقيع لفريق كرة السلة بنادي الكوكب المراكشي، ومن المصادفات الغريبة أن يكون رئيس المكتب المديري للكوكب محمدي المديوري هو رئيس الأمن الخاص للحسن الثاني.

أوفقير.. نهاية درامية للحارس على أمن الملك

في لحظة ضعف مثيرة سيقول الحسن الثاني للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، دون تردد:”لقد كنت أغمض عيني عارفا أن عيني أوفقير مفتوحتان.. وكنت أنام الليل مطمئنا إلى أنه سهران.. ثم تآمر على أوفقير ثلاث مرات على الأقل وكاد يقتلني لولا أن حماني الله”.
لقد حضر الحسن الثاني عملية إعدام أوفقير بنفسه، ورغم أن المسؤولية اضطلع بها بعده الدليمي، إلا أن مصيره لم يختلف عن مصير رئيسه، الذي توفي في حادثة سير ظلت غامضة.

كبير الرماة رايمون ساسيا.. هدية فرنسا للحسن الثاني بعد انقلاب الصخيرات

في مذكراته، يخصص رايمون ساسيا، أحد أقطاب الحرس الخاص للحسن الثاني، جزءا من صفحاتها لمهامه الأمنية في المغرب، ” في خدمة صاحب الجلالة”، حيث رصد بعض الجوانب الخفية لعمله ضمن حرس الملك في فترة عصيبة من تاريخ المغرب، بعد أن ظل هدا المخبر، الدي قضى ثمانية وعشرين سنة في خدمة الملك الراحل الحسن الثاني، خصص لها أربعين صفحة في كتابه.

نزوة التمرد تنتاب المذبوح كبير حراس الحسن الثاني

لم يكن الجنرال محمد المذبوح مجرد رئيس القطب الدفاعي للملك، بل كان أكثر الضباط قربا من الحسن الثاني الذي فتح له أبواب الجاه إلا أنه لم يكن يسعى إلى ذلك، إذ كشفت زوجته زوليخة أمزيان أن المذبوح ظل يرفض “إكراميات” الملك.
وحسب شهادة أوردها عبد الحق التازي، فإن “الحسن الثاني كان يعطي المذبوح في كل مناسبة أغلفة مالية مهمة. ولاحقا، عرفت أن المذبوح لم يكن يفتح تلك الأظرفة بل كان يضعها في خزنة حديدية في بيته، وقد تم العثور عليها مغلقة بعد مقتله، وهو ما يعني أن المذبوح لم يكن راضيا بتلك الإكراميات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *