الرئيسية، ثقافة وفنون

الأخصاص: مغارة “إفري نعبو”.. أو مغارة الخوف التي نُسجت حولها أغرب الأساطير والحكايات

ـ صباح أكادير:

بمشاهد طبيعية فريدة زاخرة بالعديد من الكهوف والمغارات تغري بالاكتشاف، تجعل “هضبة الأخصاص” من سيدي إفني أحد الأقاليم المغربية التي يمكن أن تكون وجهة للسياح للمهتمين بالجيولوجيا والسياحة التاريخية والعلمية والإيكولوجية.

بهذه الهضبة تتواجد “أم المغارات”، كما يحلو لأهل المنطقة أن يطلقوا عليها، “إفري نعبو”، وهي المغارة التي تسبق الحاج إليها قصص وروايات شفهية يمتزج فيها الواقع بالخيال.. لكن ومع كل خطوة صوبها تنجلي حقيقة علمية واضحة للعيان إن المغارة “جوهرة طبيعية” ينبغي استغلالها لتسويق وتعزيز المكانة السياحية لمنطقة الأخصاص.

وبالإضافة الى “إفري نعبو” يتواجد بهضبة الأخصاص أكثر من 237 كهفا ومغارة، موزعة على تراب ثلاث جماعات وهي الأخصاص وسيدي امبارك، وسيدي احساين أوعلي.

وتتيح الخصوصيات الجغرافية والجيولوجية لهذه الهضبة نشوء عشرات المغارات بمختلف الأعماق والأشكال على مدى ملايين السنين، إذ يبلغ طول أعمق مغارة، وفقا لمعطيات جمعية الاستغوار بهضبة الاخصاص إلى أكثر من 114 مترا، ووفق ذات المعطيات فقد تم جرد العشرات من هذه الكهوف والمغارات، كما تم إنجاز خرائط طبوغرافية خاصة بها.

وتعد ” إيفري نعبو” من أهم هذه المغارات، وتقع ضمن النطاق الترابي لجماعة سيدي آمبارك، (تبعد عن مركز بلدية الأخصاص بحوالي 4 كيلومترات)، وتوجد في تلة جبلية تسمى “توريرت نعبو”، على ارتفاع يبلغ 996 مترا عن مستوى سطح الأرض.
وتشير معطيات ذات الجمعية الى أن عمق هذه المغارة يبلغ حوالي 30 مترا تحت سطح الأرض، وتتميز بمسالك صخرية متشعبة، يصعب استكشافها لغير المتخصصين.

من جهته يرى رئيس جمعية الاستغوار بهضبة الاخصاص، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن سكان المنطقة كانوا ينسجون القصص والأساطير الخيالية حول المغارة” وكانت “رمزا للشر ومساكن الجن وغيرها”، ولهذا سميت بإفري نعبو، يقول، موضحا أن كلمة “عبو” في الثقافة الامازيغية ترمز للتخويف والشؤم، من أجل إبعاد الناس من خطر السقوط في المغارة”.

وأوضح الشاب ابن المنطقة، ان هذه “المغارة تتوفر على قاعدة واسعة تزخر بكنوز طبيعية ساحرة، عبارة “صواعد وهوابط وأعمدة زجاجية تكونت بفعل تقاطر الماء ببطء من أعلى المغارة، مكونة أشكالا بلورية وفنية في غاية الروعة”، داعيا جميع المتدخلين والمعنيين الى إيلاء المزيد من الاهتمام والعناية لهذه المغارات واستثماراها سياحيا وايكولوجيا .

ومن شأن تأهيل هذه المغارة وغيرها المساهمة في التنمية المحلية وتشجيع السياحة الايكولوجية والجبلية والعلمية بالإقليم خصوصا، وجهة كلميم واد نون، عموما، كما سيساهم في خلق فرص شغل وإحداث مشاريع سياحية.
عن (و م ع) بتصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • يونس العلوي
    منذ 5 سنوات

    تحية لطاقم الجريدة على طرحه لهذا الموضوع الذي سيساهم لا محال في الترويج للسياحة الطبيعية بالمنطقة خاصة ان منطقة لخصاص تأتي في المرتبة الثانية على المستوى الوطني في توزيع المغارات والكهوف .بعد منطقة تازة ملاحظة : المرجوا ارفاق المقال بصور المغارة وليس صور مغارات أخرى