أكادير والجهة، الرئيسية

لفتيت يحذر السياسيين من مغبة استغلال ملف الرعاة الرحل بسوس ماسة ويقول هذا أمر غير مقبول بتاتا

صباح أكادير:

في خضم المواجهات المتتالية بين الرعاة الرحل والسكان في عدة مناطق في سوس بفعل استمرار الاعتداءات المتكررة للرحل على الساكنة المعزولة بقرى وجبال سوس، وتوغلهم بالمناطق الجبلية والسهلية، إضافة إلى تعنتهم واختيارهم لأساليب العنف والمواجهة مع الساكنة، مما تسبب في سقوط عدد من المصابين خلال الحوادث التي عرفتها تلك المناطق. استدعت تدخل عناصر الدرك الملكي والسلطات لأكثر من مرة،  بشكل مباشر لتفريق المواجهات التي كادت أن تؤدي إلى سقوط ضحايا لاقدر الله.

أكد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، على أن الدولة تولي أهمية قصوى لملف الرعاة الرحل، بما يكفل حقوق السكان المحليين ويعزز شعورهم بالأمن والطمأنينة، وبما يمكن كذلك الرعاة الرحل من فضاءات مجالية تضمن لهم موارد طبيعية لممارسة نشاطهم الرعوي.

وأوضح لفتيت، في كلمته باجتماع لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، أن أهمية إشكالية الترحال الرعوي لدى الدولة لا تتجسد فقط في التواجد الميداني والمقاربة التواصلية للسلطات المحلية والمصالح الأمنية لمعالجة الإشكالات الطارئة التي تطرح بين الفينة و الأخرى، بل تحظى ببعد استراتيجي من خلال معالجة حكومية شمولية تهم محاور متعددة، قانونية وتنظيمية وتحسيسية.

وشدد الوزير على أن السلطات المحلية: “كانت دائمة حاضرة في الميدان، رغم ما يقال عن غيابها، مما أدى للتحكم الدائم ومعالجة كل احتكاك بين الرعاة والساكنة المحلية بشكل دائم”.

و قال وزير الداخلية عبد الوافي لفيت، “إن الاستغلال السياسي للموضوع غير مقبول بتاتا، ويجب تغليب المصلحة العامة”.وأشار الوزير إلى أن “المشكل يتفاقم خلال فترات الجفاف”، مشيرا إلى “وجود 200 أسرة للرحل في جهة سوس، و55 ألف رأس من المعز والإبل”.

وكان مقر ولاية جهة سوس ماسة، قد احتضن يوم أمس الاثنين اجتماعا موسعا للجنة الإقليمية للمراعي، والذي جاء لتدارس الإجراءات الواجب اتخاذها لضمان التنزيل الأمثل لقانون المراعي رقم 113.13، في ظروف تتسم بالتوتر الشديد بين الرعاة الرحل والساكنة المحلية، وفي ظل استمرار اعتداءات الرحل على ممتلكاتهم.

وقد عرف الاجتماع تقديم عروض حول مقتضيات القانون 13-113، المتعلق بالترحال الرعوي، وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، وكذا حول الحالة الراهنة للمجالات الرعوية على صعيد عمالة أكادير ّإداوتنان وتنقلات قطعان الرحل بها.
كما تم خلال هذا الاجتماع، الذي يأتي لتفعيل دور اللجان الإقليمية في تأطير تنقلات الكسابين الرحل، اعتماد مجموعة من المقترحات تمثلت في اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية مصالح الساكنة المحلية.، وتسجيل جميع الكسابين الرحل على صعيد منطقة نفوذ هذه العمالة، ودراسة طلبات الترخيص الرعوي المقدمة من طرفهم.

كما تمت دراسة إمكانية فتح بعض هذه المجالات، بعد الاتفاق مع ذوي الحقوق المعنيين، للرعي في وجه الرعاة المحليين والرحل الحاليين بالعمالة بما يضمن الاستدامة لمواردها الرعوية، وأيضا الحفاظ على ممتلكات الساكنة المحلية المجاورة لهذه المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *