أخبار وطنية، الرئيسية

“نحن أولاد الخيرية”.. وثائقي يرصد قصصا حقيقية لمشاهير عاشوا التشرد قبل أن تجعل منهم الخيرية أشخاصا ناجحين

 

صباح أكادير:

تطرق الفيلم الوثائقي نحن أولاد الخيرية، الذي يرصد قصصا حقيقية لنزلاء سابقون بالخيرية الإسلامية بعين الشق بالدار البيضاء، التي احتضنتهم بين جذرانها وعوضتهم عن حنان الأم الذي غالبا لايعوض، وجعلت منهم أشخاصا ناجحين، قبل أن يتم الإجهاز عليها في رمشة عين، حيث قررت سلطات الدار البيضاء هدمها في 7 من شهر مارس سنة 2016.

واحتج على هذا القرار عليه النزلاء الذين كانوا بها، كما احتج عليه النزلاء السابقون الذين بدلوا ما في وسعهم من أجل ثني السلطات عن قرارها لكن مجهوداتهم لم تؤت أكلها، وسويت البناية التي كانت تمتد على ست هكتارات بالأرض.

وفي هذا الوثائقي يدعوا نزلاء سابقون بهذه الخيرية التي تعتبر واحدة من أقدم المؤسسات الخيرية بالمغرب، إلى التخلص من الأفكار النمطية السائدة عن “الخيرايات” في المجتمع، ويؤكد هؤلاء أنهم يحنون إلى الماضي، ويحرصون على الالتقاء فيما بينهم في كل المناسبات من أجل استحضار الذكريات، والعودة بالذاكرة سنوات طويلة إلى الماضي، هذا الماضي الذي لا يردون له أن ينسى، ويتشبثون به ولا يملون من الحديث حوله.

ولكل شخص منهم قصة مختلفة مع السبب الذي جعله يدخل الخيرية، فمنهم من اضطر لذلك، بعدما وجد نفسه من دون سقف يحتمي به من حر الصيف وبرد الشتاء بعد فقدان والديه، ومنهم من أدت به المشاكل والخلافات العائلية إلى طرق باب المؤسسة، ومنهم من قاده الفقر إليها.

لكن سرعان ما ولجوا بابها وتجلت أمامهم الحقيقية، ووجدوا بداخلها خلاف ما كان يروى عنها وعن دور رعاية الأطفال، اندمجوا فيما بينهم وصاروا يعتبرون النزلاء عائلتهم، ولا يزال الود والإخاء بينهم إلى اليوم رغم أن كل واحد منهم اختار سلك درب مختلف عن الآخر بعد مغادرتهم لها، فمنهم من أصبح محاميا ومنهم من صار مديرا أو أستاذا، ومنهم من اختار مزاولة المهن الحرة…فهؤلاء النزلاء القدامى ينظرون إلى الماضي ومحياهم يملأه الفخر ولسان حالهم يقوم “نعم نحن أبناء الخيرية وما العيب في ذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *