الإقتصاد والأعمال، الرئيسية

منها أكادير.. الخوف والقلق يجثم على صدور سكان المدن الساحلية..

صباح أكادير:

يعيش المغرب خلال السنة الجارية موسمامً فلاحيا مخيبا للآمال، بسبب تراجع كمية الأمطار بأكثر من 80 في المائة عكس السنتين الماضيتين.

ومن خلال المعطيات المتوفرة، تعيش الأوساط الفلاحية بدورها بالمغرب حالة من القلق والترقب،  الأمر الذي ينذر ب”موسم فلاحي أبيض” في أكثر مناطق المغرب. حيث أن انحباس الأمطار منذ أكثر من شهرين، أثّر على نمو الحبوب، في ظل انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وهو ما يؤشر إلى احتمال تراجع مردودية المحصول، وعلى موسم فلاحي صعب.

ورغم أن الأرقام الرسمية تتوقع أن يبلغ محصول الحبوب هذا العام 80 مليون قنطار، إلا أن الخبراء في المجال الزراعي يستبعدون ذلك ويؤكدون أنه حتى لو تم الوصول إلى هذا الرقم، فإنه يبقى بعيدا عن سقف 100 مليون قنطار الذي تم تجاوزه مؤخرا.

ومن المنتظر أن تعرف أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا في الأسابيع القادمة إن ظلت الأحوال الجوية على ما هي عليه اليوم
وهو ما يثير مخاوف سكان المناطق الساحلية وذلك بسبب إلتهاب الأسعار عادة خلال موسم الصيف في السنوات الممطرة والتي يقف وراءها أعداد السياح المتوافدين على الشواطىء حيث تعرف أسعار أبسط الحاجيات زيادة يعتبرها سكان المدن الشاطئية مرتفعة مقارنة مع الفترات الأخرى من السنة.

وكان “بنك المغرب” قد توقع تراجع محصول الحبوب في الموسم الحالي، بنسبة 40%، وذلك بسبب تأخر التساقطات المطرية في الأشهر الأخيرة.

ورجح بنك المغرب، على إثر الاجتماع الدوري لمجلسه الإداري، المنعقد مؤخرا، أن يتراجع محصول الحبوب إلى 60 مليون قنطار، مقارنة ب 103 ملايين قنطار في الموسم الماضي.

وبرر البنك توقعه هذا بوضعية التساقطات المطرية حتى 10 مارس الجاري، مشيرا إلى أن القيمة المضافة الزراعية لن ترتفع سوى 3.8% في العام الحالي.

كما أن المندوبية السامية للتخطيط كانت قد توقعت، هي الأخرى، تراجع وتيرة نمو القيمة المضافة للقطاع الفلاحي إلى 0.1% في العام الحالي، بدل 3.8% في العام 2018 و13.2% عام 2017.ويستغل المغرب حوالي 4.5 ملايين هكتار لزراعة الحبوب، إلا أن 85% من هذه الأراضي مرهونة بالتساقطات المطرية، وهو ما سيضطر معه المغرب إلى استيراد حوالي 80 مليون قنطار من الحبوب، لسد هذا الخصاص في السوق الاستهلاكية المحلي.

وفي ظل هذه التوقعات، أجرى الوفد الحكومي الذي يترأسه وزير الفلاحة عزيز أخنوش، مباحثات مع مصدري الحبوب في أستراليا، في إطار إجراءات من شأنها تنويع الأسواق المصدرة للمملكة، التي تعد من بين أكبر المستوردين في العالم.

وقال عزيز أخنوش، في تصريحات على هامش زيارته إلى أستراليا، إن المصدرين الأستراليين يسعون للتواجد في السوق المغربية، في الوقت الذي تعمل فيه المملكة على تنويع شركائها التجاريين من أجل تلبية احتياجاتها.ويستورد المغرب نحو 65 مليون قنطار (6.5 ملايين طن) من الحبوب سنويا، وفق شكيب لعلج، رئيس الفيدرالية المهنية لأنشطة الحبوب بالمغرب، مشيرا إلى أن موسم الحصاد في أستراليا لا يتزامن مع مواسم الحصاد في البلدان الأخرى، مما يمكن المغرب من الحصول على الحبوب بأسعار جيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *