الأولى، الرئيسية، مختلفات

الوضع بسوس ينذر بكارثة فعلية ونواب الأمة يطالبون بلجنة برلمانية للقيام بمهمة استطلاعية عاجلة بجهة سوس ماسة

صباح أكادير:

شهدت عدة مناطق في سوس تطورات خطيرة تنذر باندلاع مواجهات عنيفة بفعل  استمرار الاعتداءات المتكررة للرحل على الساكنة المعزولة بقرى وجبال سوس، وتوغلهم بالمناطق الجبلية والسهلية، إضافة إلى تعنتهم واختيارهم لأساليب العنف والمواجهة مع الساكنة، مما تسبب في سقوط عدد من المصابين خلال الحوادث التي عرفتها تلك المناطق. استدعت تدخل عناصر الدرك الملكي والسلطات لأكثر من مرة،  بشكل مباشر لتفريق المواجهات التي كادت أن تؤدي إلى سقوط ضحايا لاقدر الله. آخرها إصابة سيدة بجروح بليغة نقلت على إثرها إلى مستعجلات المستشفى الاقليمي المختار السوسي بأيت باها.

وبعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة أربعاء الساحل بتيزنيت خلال اليومين الأخيرة من تجدد الاعتداءات العنيفة، التي تطال ساكنة المنطقة على أيدي الرعاة الرحل، تقدم عدد من البرلمانيين بجهة سوس ماسة، بملتمس إلى رئيس مجلس النواب، للقيام بالإجراءات اللازمة من المصادقة على تكليف لجنة برلمانية للقيام بمهمة استطلاعية عاجلة بجهة سوس ماسة للوقوف على الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها سكان مناطق مختلفة بأقاليم تيزنيت، اشتوكة ايت باها وتارودانت، من طرف الرعاة الرحل، ومايشكله ذلك من خطورة على أمنهم وسلامتهم الجسدية وعلى البيئة.

وكشفت المجموعة النيابية المشكلة من 14 عضو بمجلس النواب، أن المهمة الاستطلاعية تهدف إلى الوقوف على الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين، وحقولهم، مزروعاتهم، مراعيهم، اشجارهم المثمرة ، وسياراتهم الشخصية، بالإضافة الى معاينة التهديد الوجودي الذي تتعرض له شجرة الأركان.

وستقوم المهمة بالاستماع إلى الضحايا الذين تعرضوا للضرب والجرح، أوالتهديد بالقتل، أو الاختطاف كما وقع البارحة بجماعة أربعاء الساحل باقليم تيزنيت ، وكما وقع قبل فترة باشتوكة ايت باها وعدة مناطق اخرى بالجهة، “مع التثبت من المالكين الحقيقيين لتلك القطعان الهائلة من الإبل والغنم والماعز ،التي تنتشر في المنطقة كما ينتشر الجراد”.

وحسب ذات المجموعة، فإن ملمتمس المهمة الاستطلاعية، سيقوم بتحديد مسؤوليات مختلف القطاعات الحكوميةالتي لها علاقة بالرعي الجائر، وبسلامة وأمن المواطنين ، و كافة المتدخلين فيما يجري من اعتداءات متكررة بالمنطقة.

من جانبه، راسل النائب البرلماني عبدالله غازي، رئيس لجنة الداخلية والجماعات الترابية و السكن و سياسية المدينة، مطالبا بعقد اجتماع عاجل لمدارسة تطورات واعتداءات الرحل على الأشخاص والممتلكات على إثر الأحداث التي عرفتها جماعة أربعاء الساحل إقليم تيزنیت.

وأشار غازي في مراسلته، إلى ان مجموعة من المناطق بجهة سوس، وعلى رأسها جماعة أربعاء الساحل إقليم تيزنيت، شهدت أحدات مؤسفة والمتمثلة في الاعتداءات المتوالية للرعاة الرحل على الساكنة المحلية من خلال نهب ممتلكاتهم واستباحة مزروعاتهم بل وصل بهم الحد إلى الاعتداءات الجسدية واختطاف أحد أبناء المنطقة وتعذيبه.

و طالب عبد الله غازي بعقد اجتماع عاجل، قصد تدارس هذا الاشكال وايجاد حلول مناسبة للحد من تكرار مثل هذه الأحداث، مع العمل على تطبيق مقتضيات القانون الجاري به العمل في مثل هذه الوقائع .

بدوره  “علي قيوح” رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، سبق أن وجه مراسلات لكل من وزير الداخلية و وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات و والي جهة سوس ماسة و عامل إقليم تيزنيت حول ما خلفه الرعاة الرحل من خسائر، واختطاف أحد الفلاحين. ونشر للرعب والفزع بدواوير جماعة اربعاء الساحل…ووصفت مراسلة قيوح الموجهة إلى عدد من المسؤولين ما حصل يوم الاثنين 5 مارس 2019، بالأحداث المؤلمة، بعد أن عمد الرعاة إلى الولوج إلى مستغلات الساكنة وإتلافها الشيء الذي حذا بالفلاحين إلى الانتقال إلى عين المكان من أجل معاينة الخسائر وتعدادها رفقة مفوض قضائي وهو ما أثار حفيظة الرعاة ونجم عنه مواجهات بينهم وبين السكان أسفرت على خسائر مادية واختطاف لأحد الفلاحين وإتلاف معداتته التوثيقية.

وأضافت المراسلة، أن هذه الواقعة خلفت حالة من الخوف لدى الساكنة المحلية خصوصا مع تكرار مثل هذه الأحداث وغياب أي إجراء عملي لحمايتهم وممتلكاتهم من بطش الرعاة الرحل.

واعتبرات المراسلات، أن استمرار مثل هذه الممارسات وحالة اللاستقرار لدى الساكنة رغم الشكايات المتعددة والمتكررة للفلاحين وتدخلات رئيس وأعضاء الغرفة الفلاحية ليستدعي من الجميع كل حسب موقعه من المسؤولية اتخاذ التدابير المناسبة ويعتبر تفعيل القانون 13.13 من بين الخطوات الأساسية لتنظيم الترحال وتجنب مثل هذه الأحداث المؤلمة.وطالب قيوح من كافة المسؤولين، العمل على اتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الاعتداءات وحماية الفلاحين وممتلكاتهم ولتشجيعهم على الاستقرار والاستثمار بمجالاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *