الأولى، الرئيسية، مختلفات

بالصور: في ذكرى زلزال 1960: هزة أرضية دامت 12 ثانية وحصدت أرواح ثلث ساكنة أكادير

ـ صباح أكادير

كانت فاجعة زلزال أكادير، ليلة 29 فبراير من عام 1960، أكبر حدث زلزالي سجل في المغرب، وقد وقعت الهزة الرئيسية على الساعة 11 و41 دقيقة ليلا، وبلغت شدتها “الماكروسيزمية” بين عشر وإحدى عشر درجة، وقدرت قوتها ب 5.5 أو 5.75 بمختلف المراصد الجيوفيزيائية، حسب عدة دراسات قام أوروبيون عن الزلزال المدمر.

وقد دامت هذه الهزة الأرضية، حسب ما كان قد رواه شهود العيان الأحياء في عدة مناسبات، ما بين 10 ثوان و12 ثانية، حيث كانت هذه المدة الوجيزة كافية لتهدم البنايات والأحياء التي أصبحت خرابا، وخلفت خسائر بشرية تتراوح بين 15000 و20000 من الضحايا، وهو ما يمثل ثلث ساكنة المدينة آنذاك.

أكثر الأماكن تضررا بمدينة أكادير، والتي كاد الدمار فيها أن يكون كليا، هي حي القصبة، وفونتي، وحي تالبرجت، وحي إحشاش.. كما سجلت تصدعات وهدم جزئي بضاحية أنزا وجزء من المدينة الجديدة.

وإذا كان شعاع المنطقة المتضررة بأكادير لا يزيد عن 5 كلم، إلا أن هذا الزلزال خلف دمارا كبيرا في جل بنايات المدينة، حيث يحتفظ أرشيف الصور التي وثقت للفاجعة بحقيقة حجم الخراب الذي أصاب حاضرة سوس.

خسائر فاجعة ليلة 29 فبراير كانت ثقيلة على كافة المستويات، فقد بلغ عدد الجرحى والمصابين حوالي 12 ألف شخص، فيما ترك الزلزال مالا يقل عن 35 ألف شخصا بدون مأوى، وبلغت خسائره المادية حوالي 290 مليار سنتيم.

وبعد عمليات الإنقاذ والإجلاء، والتي أشرف عليها الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني، الذي كان وليا للعهد آنذاك، انطلق الورش العملاق لإعادة إعمار أكادير، حيث حافظ المخطط‭ ‬الجديد‭ ‬للمدينة‭ ‬على‭ ‬الأحياء‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬على‭ ‬الخصوص‭ ‬حي‭ ‬‮”‬أنزا‮”‬‭ ‬وحي‭ ‬‮”‬البطوار‮”‬،‭ ‬‬حيث عرف هذا الأخير‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬قدرته‭ ‬الإيوائية،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬مساحة‭‬256‭ ‬هكتار.

‬فيما‭ ‬شيدت‭ ‬منطقة‭ ‬سياحية،‭ ‬شملت‭ ‬المساحات‭ ‬المتصلة‭ ‬بالبحر‭ ‬داخل‭ ‬المحيط‭ ‬الحضري،‭ ‬حتى‭ ‬شارع‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الجنوب،‭ ‬وتبلغ‭ ‬مساحتها‭ ‬190‭ ‬هكتارا،‭ ‬خصصت‭ ‬لبناء‭ ‬الفنادق‭ ‬والمركبات‭ ‬السياحية‭ ‬للمدينة،‭ ‬كما تميزت‭ ‬مرحلة‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬باستعمال‭ ‬الإسمنت‭ ‬المسلح ‬المكشوف من طرف معماريين فرنسيين ومغاربة.‭

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *