الأولى، الإقتصاد والأعمال، السياحة

أكادير:مخطط تطوير السياحة القروية بجبال إداوتنان.. ماذا تحقق؟

ـ صباح أكادير

فتحت جهة سوس ماسة، منذ سنوات، أوراشا كبرى لتنويع العرض السياحي والترويجي للسياحة القروية بجبال أكادير إداوتنان، التي تعد بالشيء الكثير، خصوصا في الظرفية الراهنة التي تتطلب إعادة التخطيط والاستفادة من أخطاء الماضي، من أجل إعادة الاعتبار للسياحة بجهة سوس ماسة، واستعادة مدينة أكادير لمكانتها كعاصمة للسياحة الوطنية.

وتعرف جهة سوس ماسة بلورة مجموعة من المشاريع المهيكلة للسياحة القروية بجبال أكادير إداتنان، عبر عدة متدخلين وشركاء، على رأسهم مجلس جهة سوس ماسة، والمجلس الجهوي للسياحة، وشبكة التنمية السياحة القروية… حيث تم في هذا الصدد تطوير برنامج بنيات الاستقبال السياحي (PATI)، وهو برنامج طموح بدأ بإنشاء مجموعة من المآوي السياحية لتعزيز بنيات الاستقبال السياحي بالعالم القروي.

المشروع يهدف إلى استثمار المؤهلات السياحية المتوفرة في المناطق الخلفية لهذه المنطقة، إضافة إلى بلورة تصور مبتكر حول نشاط سياحي جديد، لتطوير المنتج السياحي المحلي والحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية بمنطقة إداوتنان.

كما تنشد هذه المشاريع العمل للحفاظ على الرأسمال الطبيعي و الثقافي بغية تشجيع السياحة الإيكولوجية، والترويج لمسار “طريق العسل”، نظرا لما يزخر به من مناظر طبيعية خلابة، حيث يعتبر أحد العوامل المهمة التي تساهم في استقطاب السياح بالجهة.

وتزخر جبال أكادير إداوتنان، بالكثير من المؤهلات السياحية الطبيعية، يبقى أهمها بدون منازع هو “طريق العسل” نحو الجماعة القروية إيموزار، إضافة إلى منتجع “بارادايز” والشلالات، اللذين يستقطبان سنويا عددا مهما من هواة السياحة الإيكولوجية.

كما تتميز لمنطقة بمسالك الجبال الوعرة، التي تأسر أعين عاشقي الطبيعة، وترضي طموح مرتاديها بسحر مشاهدها الخلابة من وديان وتنوع في الغطاء النباتي، وأشجار الأركان التي تحف المكان من كل جانب.

وقد وضع كافة المتدخلين برامج لإنجاز هذا التحدي، تهدف إلى تعزيز وتقوية مكانة اداوتنان ضمن محيطها المحلي والجهوي والمتمثلة أساسا في البحث عن إمكانيات تؤهل المنطقة وساكنتها، فضلا عن خلق رافعة لتنمية المنتوجات المحلية، كما تم تأهيل دواوير إداوتنان بالعديد من البنيات، والتي تدخل في إطار مشروع “الاقتصاد الدائري للحفاظ على التنوع الاحيائي والمنظومات الزراعية بجهة سوس ماسة”، والمتمثلة في جمع وتحويل النفايات الصلبة وتركيب مغسل للساكنة بمواصفات دقيقة تراعي البيئة والاستدامة والبعد الاجتماعي وتمكن نساء المنطقة من غسل حاجياتهم المنزلية دون تلويث مياه الوديان، ثم إعادة تأهيل مجال الأركان، والحفاظ على خدمات اللقاح من خلال إعادة تأهيل منحل “انزركي” الشهير.

وتهدف جهة سوس ماسة إلى جعل السياحة القروية بجبال أكادير إداوتنان، ضمن برنامج التنمية (PDR)، نقلة نوعية في مجال الاستقطاب، وجعلها في متناول مهنيي السياحة المحليين والأجانب، للاستفادة من هذه المؤهلات، التي يبقى تثمينها أساس كسب رهانات التنمية السياحية.

وأمام هذه البرامج الطموحة، التي يعمل عليها كافة المتدخلين في القطاع بالجهة، تطل مجموعة من الإكراهات التي ما زالت تعيق التطور المرجو من هذه البرامج، يبقى أبرزها الشبكة الطرقية، التي مازلت تعاني كثيرا من النواقص، وهو ما تسعى جهة سوس ماسة للتغلب عليه، وذلك عبر فتح أوراش كبرى لتعزيزها وتقويتها، خدمة للساكنة المحلية وتسهيلا للولوج السياحي للمنطقة.

وينضاف إلى هذا الصعوبات التي لا زال يعانيها استقطاب السياح للمنطقة على مستوى النقل الجوي، فإذا كانت مدينتا مراكش والدار البيضاء قد نجحتا نسبيا في استقطاب الكثير من الشركات العالمية للطيران، والارتباط بكبريات المطارات عبر القارات الخمس، فإن عروض مطار المسيرة أكادير تبقى محتشمة، في ظل غلاء تذاكر السفر وغياب الخطوط المباشرة، مما صار يستلزم العمل على إعادة النظر في أثمنة التذاكر، المرتفعة نسبيا، وتشجيع الخطوط الأجنبية، سعيا وراء رسم ملامح جديدة للسياحة بجهة سوس ماسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *