السياحة

الإجراءات الصارمة للسلطات الولائية و التصدي لخروقات القطاع السياحي بمراكش تعطي أكلها و وراء تربع المدينة الحمراء على عرش المدن المغربية الأكتر استقطابا للسياح و الأولى في إفريقيا

 

تمكنت مدينة مراكش خلال السنة المنصرمة من إستقطاب نحو ثلاثة ملايين سائح من مختلف الجنسيات لتتربع بذاك على عرش المدن المغربية الأكثر إستقطابا للسياح وتحتل بذلك الصدارة.

وحسب إحصائيات المرصد الجهوي للسياحة بمراكش فقد بلغ عدد السياح الذين زاروا المدينة خلال سنة 2019 نحو ثلاثة ملايين سائح من مختلف الجنسيات وهو ما يُمثل زيادة تقدر بحوالي 8 في المائة مقارنة مع سنة 2018 وحسب إحصائيات المجلس الجهوي للسياحة بجهة مراكش سجل أن مدينة مراكش إستفادت من 8 ملايين ليلة مبيت خلال السنة الماضية بمعدل ملء بلغ نسبة 61 في المائة. وتؤكد هذه الارقام التقدم الملموس الذي حققته مدينة مراكش في إستقطاب السياح بسبب موقعها الجغرافي بالقرب من سلسلة جبال الاطلس ومناخها القاري الذي يستهوي السياح وكذلك السياسة الصارمة للسلطات الولائية بمراكش للتصدي لخروقات القطاع السياحي و التدخل الصارم ضد كل المتطفلين على القطاع ومعاقبة بقوة كل من سولت له نفسه التأثير السلبي ولو بقليل على السياحة بمدينة مراكش.

و تؤكد هذه الأرقام بالملموس ثمرة الاجتماعات المكثفة التي عقدها كريم قسي لحلو، والي الجهة بمقر ولاية جهة مراكش آسفي، آخرهما اجتماعين موسعين خلال يونيو الماضي، الأول بحضور مهني القطاع السياحي، و الثاني بحضور المصالح الامنية، وذلك في سياق تعزيز الرهان على تطوير القطاع السياحي بمراكش ليكون محورا أساسيا في برامج التنمية الاقتصادية الشاملة على مستوى عمالة مراكش بصفة خاصة و على مستوى جهة مراكش- آسفي بصفة عامة، ووضع برامج كبرى لزيادة إنعاش السياحة المحلية والخارجية.

وأكد الوالي، أن القطاع السياحي بمدينة مراكش يعد خطا احمر لا يمكن المساس به لكونه يشكل قاطرة للتنمية وأولوية مطلقة بالنسبة لمدينة مراكش و للجهة ككل كوجهة للسياحية العالمية، حيث يعد القطاع سبيلا لرفع مستوى فرص الشغل، خاصة وان مدينة مراكش اصبحت فضاء للمؤتمرات واللقاءات الدولية و وجهة سياحية عالمية كبرى و ذلك بفضل مؤهلاتها الثقافية الغنية و تنوع مناطقها المجاورة، كما اشار الى أن قطاع السياحة بالمدينة عرف انتعاشا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع مهم و متواصل في عدد الوافدين و عدد ليالي المبيت بالمؤسسات الفندقية بالمدنية الحمراء.

من جهة أخرى اشار والي الجهة إلى ضرورة تعزيز هذه الوجهة وتأهيلها وتنويع العرض السياحي بها وجعله أكثر مهنية، و ذلك بتظافر جهود كل المتدخلين في القطاع من مصالح امنية وسلطات محلية و مهنيي القطاع.

وحسب البلاغ، الذي أطلق على 2019 سنة الأرقام القياسية، بأن مراكش واصلت، خلال السنة المذكورة، ريادتها كوجهة سياحية رائدة على الصعيدين الوطني والقاري، فقد صنّفها موقع “تريب أدفايزر”، المتخصص في الرحلات والسفر، وللعام العاشر على التوالي، من بين أفضل عشر وجهات سياحية في العالم، جنبا إلى جنب مع أهم الوجهات الأوروبية، مثل باريس وروما ولندن وبرشلونة وإسطنبول… كما وضعتها المجلة الأمريكية “فوربيس” في المرتبة السادسة من بين أحسن الوجهات السياحية في العالم المقترحة للزيارة خلال السنة الجارية.

مؤشر آخر على تطور السياحة بمراكش، خلال السنة المنصرمة، ويتعلق الأمر بتجاوز مراكش “المنارة” الدولي، للمرة الأولى، عتبة 6 ملايين مسافر بهذا المطار، الذي يشهد منذ سنة 2017، معدلات نمو مرتفعة بتطور سنوي متوسط بزائد 16.42 في المائة، فقد انتقلت حركة النقل الجوي فيه من 3.8 مليون مسافر في سنة 2016، إلى أكثر من 6 ملايين و400 ألف مسافر،خلال نهاية السنة الفارطة.

واستنادا إلى مصدر من المجلس الجهوي للسياحة، فقد حافظت مراكش، خلال 2019، على صدارتها للسياحة الوطنية للسنة الـ 18 على التوالي، أي منذ 2001، بجميع المقاييس، سواء على مستوى أعداد السياح، أو الاستثمارات السياحية، وعلى صعيد البنيات التحتية، وأعداد اليد العاملة في هذا القطاع بالمدينة، موضحا بأن المدينة تتوفر على أكثر من 65 ألف سرير في هذا المجال، وهو ما قال بأنه يشكل 48% من الطاقة الاستيعابية للإيواء السياحي بالمغرب، كما تحتل الريادة على مستوى ليالي المبيت، التي قال بأنها تصل إلى 42% وطنيا، ويعمل بالقطاع السياحي بالمدينة أكثر من 200 ألف عامل وموظف، 40 ألف منهم بشكل مباشر، والباقي بطريقة غير مباشرة.

وأكد المصدر نفسه، بأن مراكش احتلت صدارة الوجهات السياحية على الصعيد القاري للسنة الخامسة على التوالي، متبوعة بجوهانسبرغ بجنوب إفريقيا.

هذا، وقد تضمّن برنامج اجتماع اللجنة التنفيذية للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش استعراض حصيلة أنشطة سنة 2019 ومخطط تسريع التنافسية 2020-2022، وكذا استعراض مخطط العمل لسنة 2020، إلى جانب نقاشات مستفيضة حول قضايا متعددة تهم القطاع. وحضر هذا الاجتماع رئيس المجلس الجهوي للسياحة، حميد بنطاهر، والمدير العام للمكتب الوطني للسياحة عادل الفقير، ورؤساء المجالس الإقليمية للسياحة التابعة لجهة مراكش ـ آسفي، وممثلو المديريات المركزية لوزارة السياحة، وولاية جهة مراكش آسفي، والمكتب الوطني للمطارات، والمركز الجهوي للاستثمار، وممثل جامعة القاضي عياض، بالإضافة إلى فاعلين في مجالات الثقافة والصناعة التقليدية والفلاحة والبستنة وتنظيم التظاهرات والكفاءات الرقمية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *