الإقتصاد والأعمال، الرئيسية

بسبب أزمة أكادير..الرباط تستعد لاستقبال الرئيس الفرنسي ماكرون  

ذكرت مصادر مطلعة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من المرتقب أن يحل بالمغرب شهر فبراير المقبل من أجل إقناع الرباط باختيار “مجموعة الستوم” الفرنسية لصناعة القطارات فائقة السرعة لإنجاز الشطر التاني من قطار الـ”تي جي في”، الذي سيربط بين مدينتي مراكش و أكادير.

وكان قرار ترجيح المغرب كفة منح الصين تشييد القطار السريع بين مدينتي أكادير ومراكش قلق بعض الدول الغربية و على رأسها فرنسا والولايات المتحدة ونسبياً إسبانيا، بسبب أهميته المالية للبعض منها وبسبب الاختراق الصيني لإفريقيا لأسباب جيوسياسية.

وينوي المغرب منح الخط الجديد للصين، حيث سيكون من الخطوط الأولى التي ستنفذها الصين خارج أراضيها، في الوقت الذي تحاول فيه فرنسا عن طريق شركة “مجموعة الستوم” الفرنسية لصناعة القطارات فائقة السرعة إنجاز الشطر التاني من قطار الـ”تي جي في”، الذي سيربط بين مدينتي أكادير ومراكش، بعد إنجاز نفس المجموعة الفرنسية الشطر الأول بين مدينتي طنجة والدار البيضاء في عملية رافقها الكثير من الجدل السياسي والمالي.

وكان الملك محمد السادس، قد أعلن خلال خطاب المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر الماضي إنشاء قطار سريع بين مدينتي مراكش وأكادير ينضاف إلى القطار السريع «تي جي في» بين طنجة والدار البيضاء .

وكشف الصحافي المغربي محمد واموسي، المقيم في فرنسا، في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فايبسبوك”، إن الفرنسيون متخوفون من تفضيل المغرب العرض القوي والمغري الذي قدمته الصين من خلال “المجموعة الصينية  المحدودة للسكك الحديد”، وهو أقل سعرا وأحسن جودة.

وجاء اختيار المغرب للصين لأسباب مالية وجيوسياسية، والرهان على الصين يعني تقليص الفاتورة المالية إلى قرابة النصف مقارنة مع المبلغ المالي الذي جرى توظيفه في القطار السريع من طنجة إلى الدار البيضاء وقارب الثلاثة مليارات يورو علاوة على خدمة الدين مما جعله مكلف للغاية. كما أن الصين ستساهم بقروض ضعيفة الفائدة وعلى المدى البعيد في تمويل المشروع .

 وتشير عدد من المصادر، إلى أنه على الرغم من الرحلة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي ، “جان إيف لو دريان” إلى المغرب ، إلا أن تعامل الرباط مع الصين في الملف، زاد من حدة التوتر بين فرنسا و المغرب. خاصة و أن فرنسا مولت 51 % من أول خط فائق السرعة (LGV) بين الدار البيضاء وطنجة.

وأوضح المصدر ذاته، بأن الأسعار التنافسية و التي يقدمها الصينيون ، بالإضافة إلى الضغط على الملف ، قد تجعل المهمة صعبة على الفرنسيين ويضعهم في ورطة حقيقية أمام المغاربة.

وما تعتبره الصين رمزا لقوتهاً الجديدة، يعتبره الغرب ضربة لمصالحه الرمزية، إذ لا يرغب الغرب في تواجد الصين في مناطق تعتبر تاريخياً من نفوذه وبمشاريع تبرز تقدم هذا البلد الآسيوي.

ولا يعتبر القلق الفرنسي وحيداً وإن كان يهمين عليه الهاجس المالي، بل هناك قلق نسبي في وزارة الخارجية الأمريكية لأسباب جيوسياسية، وفق معطيات اشارت اليها “القدس العربي” نقلا عن مصادر رفيعة المستوى في واشنطن، حيث أبلغ الأمريكيون المغاربة هذا القلق.

ولا يعتبر القلق الأمريكي استثنائياً، وتضغط الولايات المتحدة على كل حلفائها للابتعاد عن المشاريع مع الصين التي تبرز تقدم هذا البلد وجعله في ريادة العالم، و طالبت أمريكا الدول الأوروبية بعدم الاعتماد على التكنولوجيا الصينية في مجال الإنترنت المعروفة بالجيل الخامس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *