ازمة الجفاف تحاصر القطاع الفلاحي بسوس ماسة

عادت أزمة مياه الري الخاصة بالقطاع الفلاحي، بمنطقة تارودانت وبحوض الكردان بجهة سوس ماسة، إلى الواجهة من جديد، بعدما أضحى الجفاف يرخي بظلاله على القطاع.
واستنادا إلى المعطيات، فقد استنفرت أزمة مياه السقي اللجنة الجهوية للماء بسوس ماسة، والتي يترأسها والي الجهة، حيث عقدت، الثلاثاء الماضي، اجتماعا طارئا بمدينة تارودانت، وذلك من أجل النظر في قضية تدبير مخزون السدود من المياه، وتحديد الكميات المخصصة للسقي خلال الفترة الراهنة.
وفي هذا الإطار فقد تم الاطلاع على وضعية السدود ومستوى كل منها، حيث ظهر للجنة بما لا يدع مجالا للشك تراجع مستوى حقينة السدود بفعل قلة التساقطات، كما نضبت عدة آبار وأثقاب مائية بعدد من الضيعات الفلاحية، الأمر الذي انعكس سلبا على عدد من الخضروات والفواكه وكثير من المنتوجات الفلاحية.
ومن أجل تجاوز هذه الوضعية المقلقة والحرجة التي يجتازها القطاع الفلاحي، فقد تم تخصيص مليون ونصف مليون متر مكعب للسقي خلال شهر أكتوبر المقبل، وذلك انطلاقا من سد «يوسف بن تاشفين»، فيما اعتبرت اللجنة الجهوية للماء أن سد «أولوز» يوجد في وضعية حرجة جدا، حيث إن حقينته الحالية من الماء تكفي فقط لسقي المدار السقوي الكردان بإقليم تارودانت إلى حدود نهاية شهر أكتوبر القادم، فيما ستكون الوضعية أكثر حرجا وكارثية بعد شهر أكتوبر في حال عدم هطول التساقطات.
واستنادا إلى المعطيات، فإن عددا من الضيعات الفلاحية بجهة سوس ماسة أضحت في وضعية حرجة، بسبب قلة مياه السقي، بل إن بعض الضيعات تخلى عنها أصحابها بعدما نضبت مياه آبارها، حيث لم يعودوا قادرين على توفير مياه السقي، فتحولت أشجارها المثمرة إلى خشب مسندة، كما أن بعض الفلاحين باعوا ضيعاتهم بأثمنة بخسة، وتحولوا إلى جهات أخرى بحثا عن أراض عذراء بها مياه جوفية غير بعيدة العمق.
وحسب المعطيات، فإن حقينة السدود الثمانية بجهة سوس ماسة قد أضحت في تناقص كبير جدا، بل إن بعضها لم يستقبل أي واردات مائية منذ مدة طويلة. وحسب المعطيات، فإنه إلى حدود يوم 15 من شهر شتنبر الجاري، فإن سد يوسف بن تاشفين الذي يعتبر أكبر سد بالجهة بحقينة حجمها يصل إلى 298,200 مليون متر مكعب، لا تكاد تصل حقينته الحالية إلى 35,479 مليون متر مكعب، بنسبة ملء لا تتجاوز 11 في المائة. أما سد عبد المومن الذي تبلغ حقينته 198,400 مليون متر مكعب، فلا يتجاوز مستوى مخزونه الحالي 8,991 ملايين متر مكعب. وبخصوص سد أولوز فإن مستواه الحالي لا يتجاوز 18,245 مليون متر مكعب، بنسبة ملء قدرها 20,5 في المائة فقط.
ومن بين السدود التي أضحت شبه جافة، سد المختار السوسي الذي لا تتجاوز نسبة ملئه 2,8 في المائة بمخزون حالي قدره 1,110 مليون متر مكعب، ثم سد الأمير مولاي عبد الله الذي بلغ مستواه الحالي 12,952 مليون متر مكعب، بنسبة ملء قدرها 14,3 في المائة. أما بقية السدود الأخرى بالجهة، فهي سدود صغيرة جدا، حيث إن حجمها يتراوح ما بين 10 و0,200 مليون متر مكعب، فيما مخزونها الحالي يتراوح ما بين 98و37 في المائة.
اترك تعليقاً