النموذج الاقتصادي للكتب المدرسية في المغرب: إصلاح ضروري لضمان جودة التعليم

أصدر مجلس المنافسة المغربي، تقريرًا في أكتوبر 2023، خلص إلى أن سوق الكتب المدرسية في البلاد، يمر بأزمة عميقة. حيث يعتمد السوق على نموذج اقتصادي، عفا عليه الزمن، واعتماد مفرط على الأموال العامة، مما يؤدي إلى انخفاض جودة الكتب المدرسية، وارتفاع تكلفتها.
ينتج المغرب ما بين 25 إلى 30 مليون كتاب مدرسي كل عام، مصمم للاستخدام الفردي. هذا الإنتاج الضخم يؤدي إلى إهدار الموارد والطاقة، كما أنه يؤثر سلبًا على جودة الكتب المدرسية.
يحدد المغرب أسعار الكتب المدرسية، والتي لم يتم تعديلها منذ عام 2002-2008، وهذا النموذج الاقتصادي القديم، يحد من المنافسة، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
يعتمد سوق الكتب المدرسية المغربي، بشكل كبير على الأموال العامة. في عام 2022، خصصت الحكومة، ما يقرب من مليار درهم (100 مليون دولار) للكتب المدرسية.
يؤدي هذا الاعتماد المفرط على الأموال العامة، إلى ارتفاع الأسعار، وانخفاض الجودة. كما أنه يقوض دور الدولة في ضمان جودة التعليم.
أصدر مجلس المنافسة، 9 توصيات لإصلاح سوق الكتب المدرسية،و تشمل مراجعة النموذج الاقتصادي لتشجيع الابتكار والجودة، و إنشاء إطار قانوني شفاف وآمن، ثم مراجعة البرامج المدرسية بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة، إضافة إلى التأكيد على سيادة الدولة على إنتاج الكتب المدرسية الرسمية، وكذا جعل المعلمين أكثر مسؤولية في اختيار الكتب المدرسية.
يشكل إصلاح سوق الكتب المدرسية، في المغرب تحديًا مهمًا. ومع ذلك، من الضروري اتخاذ إجراء لضمان الوصول العادل، إلى الكتب المدرسية، وتحسين جودة التعليم في البلاد.
اترك تعليقاً