أخبار وطنية، الرئيسية

حدث عادي تجعل منه أبواق “جارة السوء” انتصارا دبلوماسيا

أثار خبر انتخاب “جارة السوء” الجزائر، عضو غير دائم بمجلس الأمن جدلا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي.

وتناولته أبواق النظام العسكري الجزائري(الخبر)، كعادته في اختلاق الأكاذيب والترويج لها، على أنه “انتصارا ديبلوماسيا يؤكد قوة البلاد الضاربة في الساحة الدولية”.

وعلق الإعلامي المغربي المصطفى العسري على هذا الخبر قائلا، “إعلام النظام العسكري الجزائري يصور انتخاب الجزائر عضو غير دائم بمجلس الأمن هو انتصار للديبلوماسية الجزائرية واحترام للرئيس الجزائري”.

وأضاف العسري ساخرا، “فهل انتخاب غويانا بـ 191صوتا، وسيراليون  التي تعيش حرب أهلية بـ 188صوتا، وكوريا الجنوبية بـ 180 صوتا وسلوفانيا بـ 153 صوتا هو انتصار لديبلوماسية هذه الدول، واحتراما لرؤساء هذه الدول التي انتخبت دولا غير دائمة العضوية بمجلس الأمن”.

ارتباطا بالموضوع، نشرت رئاسة الجمهورية الجزائرية في أول تعليق رسمي لها، بيانا اعتبرت فيه أن هذا الانتصار الدبلوماسي يؤكد عودة الجزائر القوة الضاربة إلى الساحة الدولية.

وجاء في البيان “تقديراً لدورها المحوري في منطقتها، تم انتخاب الجزائر اليوم، في الجولة الأولى وبالأغلبية الساحقة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، عضوًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لمدة سنتين بدءًا من 1 يناير 2024 وذلك، على إثر تصويت 184 دولة عضو في الأمم المتحدة”.

وأضاف المصدر، “إن هذا الانتخاب الذي يمثل مكسبا ثمينا يضاف إلى رصيد السياسة الخارجية لبلادنا، يعكس التقدير والاحترام الذي يحظى به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، من قبل المجتمع الدولي، وعرفانه لمساهمته في إحلال السلم والأمن الدوليين. ويؤكد هذا النجاح الدبلوماسي وبوضوح، عودة الجزائر الجديدة إلى الساحة الدولية ويؤيد رؤية ونهج رئيس الجمهورية للحفاظ على السلم والأمن في العالم على أساس التعايش السلمي والتسوية السلمية للنزاعات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول في إطار السياسة الخارجية لبلادنا التي تستمد مبادئها وقيمها ومثلها من ثورتنا التحريرية المجيدة”.

المتتبع لما كتب ونشر وبث عبر أبواق الدعاية العسكرية سيظن أن الجزائر حققت نصرا كبيرا واختراقا غير مسبوق في الدبلوماسية الدولية، وذلك بالنظر إلى العناوين الكبيرة والأكاذيب التي حاول الكابرانات الترويج لها، ظنا منه ان الرأي العام الدولي لا يعرف حقيقة ما جرى.

أبواق الدعاية العسكرية واكبت بشكل هستيري عملية انتخاب الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، لخمسة أعضاء جدد لشغل مقاعد غير دائمة بمجلس الأمن الدولي في الفترة بين فاتح يناير 2024 وحتى الحادي والثلاثين من دجنبر2025.

وعوض نقل الحقيقة كما هي، لجأت هذه الأبواق إلى التضليل واختلاق الأكاذيب، حيث تحدثت عن “افتكاك الجزائر لمقعد بمجلس الأمن” و”الجزائر تحمل لواء العرب والأفارقة في مجلس الأمن”، “العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية” إلى غير ذلك من العناوين البراقة التي لا علاقة لها بالواقع، مع العزف على وتر “الصهيونية” و”العدو المغربي” كتيمات يتم استرجاعها بإسهاب واسهال في جميع المقالات والأخبار التي تناولت الموضوع..

والحقيقة ان الجزائر لم “تفتك” ولا نجحت ولا هم يحزنون، لان  الأمر يتعلق بمقعد ضمن مقعدين عن المجموعة الأفريقية، وقد تقدمت كل من الجزائر وسيراليون لشغلهما بدون أي منافسة، ورغم ان السيراليون انتخبت ب188 صوتا متجاوزة الجزائر بأربعة أصوات إلا أننا لم نسمع مثل هذه الجلبة وهذا اللغط الذي أحدثته الأبواق الدعائية الجزائرية وحاولت جاهدة إقناع الرأي العام الجزائري والدولي بما سمته بـ”العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية” في محاولة لتلميع الصورة البشعة للطغمة العسكرية المتحكمة في رقاب العباد وثروات البلاد منذ ستينيات القرن المنصرم.

وللتوضيح  أكثر، فإن ست(6) دول تقدمت بترشيحها لشغل مقاعد غير دائمة بمجلس الأمن الدولي، وهي : الجزائر وسيراليون عن المجموعة الأفريقية بدون منافسة، وكوريا الجنوبية بدون منافسة، وعن مجموعة دول أوروبا الشرقية تنافست كل من بيلاروس وسلوفينيا على المقعد الواحد للمجموعة، بينما دخلت غايانا عن مجموعة دول أمريكا اللاتينية بدون منافسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *