أخبار وطنية، الرئيسية، مواقف وآراء

2023، نريدها سنة انفراج حقوقي حقيقي

دة فاطمة الشعبي
عرفت بلادنا الكثير من الإنجازات وحققت منسوبا غير يسير من المكتسبات. بفضل النضالات المتتالية منذ فترة الاستعمار حيث كانت الحركة الوطنية التحررية بذرة مؤسسة للحركات الاجتماعية والحقوقية التي ستظهر قبل وبعد الاستقلال وحيث التجاذب بين النظام والمعارضة شكل تلك الكتلة التي أسهمت بشكل كبير في تحقيق بعض المكاسب من خلال تجربة التناوب التوافقي ..
ثم جاءت حكومات ما بعد الربيع الديموقراطي فكانت بعض التراجعات الحقوقية والاجتماعية شكلت خطوات للوراء دون إنكار بعض الإشراقات المبعثرة هنا وهناك ..
ثم جاءت الجائحة.. ونال المغرب منها (شعبا ودولة) قسطه من المعاناة والمأساة كما باقي دول وشعوب العالم..
وبالرغم من ذلك كان التميز المغربي بفعل تضامن الجميع مع الجميع رغم بعض الانفلاتات التي أكدت لنا وأبرزت الجانب الوحشي لليبرالية وجشع الرأسمالية..
اليوم، نعيش مرحلة ما بعد الكوفيد بخسائرها وغنائمها، بدروسها وعبرها والتي علينا استيعابها جيدا والتذكير بها في كل وقت وحين لأنفسنا وللأجيال التي نهيئها لمغرب الغد.
ورغم الخسائر والأضرار وأزمة الأسعار وووو، يعيش المغرب منذ مدة سلسلة من الانتصارات على عدة مستويات: (دبلوماسيا وثقافيا ورياضيا) جعلت منه محط أنظار العالم ومحط إعجاب واستغراب في نفس الآن..
انتصارات أفرزت الفرح في جميع الأوساط ولدى كل الفئات الاجتماعية بدون استثناء
انتصارات جلبت وستجلب الازدهار السياسي والثقافي قبل الاقتصادي.. انتصارات أكدت للجميع وبالملموس بأن شعارات التميز والاستثناء ليست للمزايدة ولا مبالغة كما كان أغلبنا يعتقد وينتقد…
ولكي نستمر في الاستمتاع بنشوة هذه الانتصارات، على الدولة أن تنتصر على نفسها وتتصالح مع أبنائها من معتقلي الرأي وبذلك ستظهر للعالم ذلك الوجه المشرق والمتسامح للمغرب الحقوقي والحداثي.. ذلك المغرب المصادق على المواثيق والمعاهدات والمطبق لها أيضا…
السنة الجديدة، نتمناها سنة انفراج حقوقي حقيقي..
نتمناها سنة سعيدة لجميع المغربيات والمغاربة بما فيهم المعتقلين وعائلاتهم.
دام لنا الانتصار وشموخ الوطن بين الأوطان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *