أخبار وطنية، الرئيسية، ثقافة وفنون

المخرجة مجيدة بنكيران تقع في المحظور ،والمركز السينمائي يستنكر جهل الفيلم بشخصية صحراوية

خرج المركز السينمائي المغربي عن صمته بعد تسبب فيلم لمخرجته مجيدة بنكيران في منع المهرجان السينمائي بالعيون، بسبب طعنه وتطاوله على شرف قبيلة الركيبات الصحراوية وعلى الشيخ أحمد الركيبي، معتبرا أن الفيلم عكس “جهل تام ومدان لشخصية تاريخية وازنة بالأقاليم الجنوبية”، متعهدا بإعادة النظر في منظومة الدعم العمومي.

وأفاد بلاغ المركز، اليوم الاثنين 26 دجنبر 2022، بأنه “جرت العادة منذ سنة 2015، على تنظيم مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، قصد عرض كل الأعمال المستفيدة من الدعم العمومي قبل سنة أو سنتين من المهرجان. وعليه نظمت الدورة السادسة لهذا المهرجان خلال الفترة ما بين 19 و25 دجنبر 2022، بمدينة العيون وبناء على نظام المهرجان، تم تسجيل مشاركة عدد كبير من الأفلام الوثائقية خلال هذه الدورة، والمنتجة خلال السنتين السابقتين حيث تم عرض 24 فيلما وثائقيا بالمسابقة الرسمية و11 فيلما وثائقيا بفقرة بانوراما، تلتها مناقشة الأعمال السينمائية من لدن النقاد والمهتمين بالشأن السينمائي”.

وأورد البلاغ أنه “وفي تقييمها لهذه الأعمال، لاحظت لجنة التحكيم أن مستوى جودة صناعة الأفلام يبقى محدودا بالرغم من الإمكانيات المادية الممنوحة لها في إطار الدعم العمومي”.

وتابع البلاغ “وزيادة على ذلك، تجاوز فيلم وثائقي مجال الابداع إلى جهل تام ومدان لشخصية تاريخية وازنة بالأقاليم الجنوبية. وهو ما يعتبره المركز السينمائي المغربي تجاوزا غير مسموح به في مجال الصناعة السينمائية، لا سيما وأن الأصل في الأعمال الوثائقية هو سرد الحقائق الموثقة وليس التخييل المباح بالأعمال السينمائية الأخرى، والالتزام بالحقائق التاريخية كما هي واردة بالوثائق الثابتة”.

وأشار المركز إلى أن “هذا العمل استفاد من الدعم العمومي سنة 2019، وتم عرض نسخته النهائية في شتنبر 2021، على لجنة الدعم المستقلة والتي تضم من بين أعضاءها ممثلا للثقافة الصحراوية الحسانية، والتي وافقت على مضمونه دون أن تثير أي ملاحظة بشأن الوقائع التاريخية الواردة به”.

وأعرب المركز السينمائي المغربي عن “شجبه الواضح ورفضه القاطع واستنكاره العلني لهذا العمل بالخصوص وأي عمل لا يحترم الثوابت والوقائع التاريخية اللازمة في الأعمال الوثائقية مهما كانت التبريرات المقدمة من طرف صناعه”.

وأورد البلاغ أن المركز السينمائي المغربي ارتأى “عدم تنظيم حفل توزيع الجوائز بعد اختتام فعالياته كاملة والاكتفاء بالإعلان عن نتائج مداولات لجنة التحكيم في وقت لاحق”.

وأفاد المركز أنه “انطلاقا من هذا الوضع، يتضح أن منظومة الدعم العمومي للشريط الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني المحدثة سنة 2015، لم تعد تستجب للأهداف المتوخاة منها وبالتالي سينكب المركز السينمائي المغربي، في أقرب الآجال، على إعداد تصور شامل لإصلاح هذا الصنف من الدعم وآليات وضوابط اشتغال لجنة الدعم، وكذا التظاهرات المخصصة لعرض الإنتاجات المنبثقة عنه بما فيها مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني”.

وتسبب فيلم للمخرجة مجيدة بنكيران في إيقاف المهرجان السينمائي بالعيون قبل يوم واحد من إسدال الستار على فعالياته، وذلك بسبب تضمن فيلمها الوثائقي “زوايا الصحراء زوايا الوطن” الذي عرض بقاعة العروض بقصر المؤتمرات مساء يوم الخميس 22 دجنبر 2022، مغالطات تاريخية وإساءة لقبيلة الركيبات الصحراوية.

وأكدت المصادر أن والي جهة العيون الساقية الحمراء فور علمه وبعد تأكده مما ورد في هذا الفيلم من تحريف للتاريخ ومس بنسب قبيلة الركيبات، أصدر أوامره ليلة السبت 24 دجنبر 2022 إلى السلطات المحلية بإزالة جميع مظاهر الدعاية للمهرجان من قصر المؤتمرات وسحب كافة الإعلانات الإشهارية المرتبط به من شوارع مدينة العيون وتوقيف المهرجان قبل حفل اختتامه بيوم.

وتم عرض الفيلم الوثائقي لمخرجته مجيدة بن كيران المبرمج ضمن فعاليات الدورة 6 من مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي، غير أن مقتطف من هذا الفيلم أثار جدلا واسعا بسبب ما اعتبر “تطاولا على رمز من رموز الصحراء وهو الشيخ سيد أحمد الركيبي”.

وتضمن الفيلم المذكور مداخلة لأحد الباحثين في تاريخ الصحراء ادعى فيه بأن الشيخ سيد أحمد الركيبي ليس وليا من أولياء الله الصالحين، وأنه كان عاقرا ولا يلد، الأمر الذي انتقده عدد من الصحراويين مؤكدين بأنه “طعن في نسب وشرف أهل الصحراء قبل أن يكون طعنا في شرف ونسب قبيلة الركيبات”.

وقالت المصادر أن هذا الفيلم استفاد من الدعم الذي يخصصه المركز السينمائي المغربي للأفلام الوثائقية المتصلة بالثقافة الحسانية والتاريخ والفضاء والمجال الصحراوي الحساني، مشيرا إلى أن القنصل العام للمغرب بستراسبورغ سبق أن منح شهر مارس الماضي مخرجة الفيلم جائزة تقديرية اعترافا منه بمجهودها الذي بذلته في هذا الفيلم الوثائقي.

ويشار إلى أن الفيلم الوثائقي أثار استغراب أبناء المنطقة بسبب ما اعتروه “تطفلا” من المخرجة على الثقافة الحسانية وأصول القبائل الصحراوية، بسبب عدم استشارتها المعنيين بهذه الثقافة من أبناء الصحراء، من باحثين ومختصين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *