أخبار وطنية

الحوار أفضل للجوار…قراءة في سياق لقاء جنيف حول الصحراء المغربية للأستاذ مصطفى يخلف محامي بأكادير والعيون وكلميم

على نهج عظماء التاريخ من الأمم اختار المغرب عن طواعية و إصرار الانخراط و المشاركة في الاجتماع الرباعي )المغرب – الجزائر – موريتانيا – البوليساريو( الرجوع لطاولة المفاوضات المتعثرة منذ سنة 2012 بخصوص نزاع الصحراء المغربية المفتعل.
و يتميز هذا اللقاء الذي ترعاه الأمم المتحدة بمستجدات إيجابية عديدة يمكن تلخيصها فيما يلي:
• التحولات و التغيرات العالمية و الإقليمية المتسمة بالتصدعات و الثورات.
• الإرادة الأممية في حلحلة هذا النزاع المعمر لعقود و الذي أصبح يصنف من أطول النزاعات الإفريقية المستعصية على الحل الفوري.
• أن هذا اللقاء هو الأول من نوعه منذ سنة 2012 التي كان فيها تعليق المشاورات التي كانت تنظم من طرف مبعوث الامين العام السابق للأمم المتحدة ما بين المغرب و البوليساريو.
• أن هذه المبادرة هي من اقتراح و اجتهاد المبعوث الجديد للأمم المتحدة بالصحراء السيد هورست كولر و يسعى من خلالها إلى تحقيق إنجاز التقارب المباشر بين اطراف النزاع الحقيقية وهم الجزائر – موريتانيا – المغرب بالإضافة لجبهة البوليساريو.
• أن هذا اللقاء الرباعي يعتبر بمثابة اختيار إقليمي من أطراف النزاع للحل السياسي بدل العجز التفاوضي أو التهديد العسكري.
• أن هذا اللقاء جاء مكملا لمقترح المغرب للتفاوض المباشر مع الجارة الجزائر بخصوص كافة الخلافات المؤثرة على العلاقات الثنائية شريطة احترام السيادة الكاملة للمغرب على أرضه و مقدساته.
• أن هذا اللقاء جاء متناغما مع المبادرة التونسية الهادفة إلى إحياء الحلم المغاربي انطلاقا من دعوتها إلى عقد لقاءات تشاورية تجمع المغرب و الجزائر و تونس كمرحلة أولى تضاف إليها موريتانيا و ليبيا الجريحة.• أن هذا اللقاء تثمين لاختيارات المغرب الرامية إلى إيجاد حل حبي و سلمي توافقي لتحقيق معادلة لا غالب و لا مغلوب و تكون فيه مصلحة الوطن و الشعب المغربي قاطبة هي الأولى من طنجة إلى الكويرة.
• أن هذه المائدة المستديرة المنظمة بجنيف خلال يومي 5 و 6 دجنبر 2018 مدعومة أمميا و أمريكيا بغاية الوصول إلى حل عاجل ينهي أزمة النزاع المتعثرة لعدة سنوات و الممتدة زمنيا إلى أزيد من أربعين سنة.
• أن هذه المائدة المستديرة المنظمة من طرف المبعوث الشخصي للأمن العام للأمم المتحدة انطلقت بشروط مسبقة محددة و مفروضة على كافة الأطراف المشاركة فيها و منها عدم التعاطي مع الإعلام و الصحافيين بأي تصريحات أو تلميحات أو تسريبات تخص اللقاء و ذلك بغاية توفير التركيز الكامل لأشغال اللقاء إلى حين انتهائها مساء الخميس.
• أن المائدة المستديرة ستنطلق بلقاءات فردية و بعدها اجتماعية ثنائية بين الوفود المشاركة و المبعوث الشخصي للأمن العام للأمم المتحدة قبل اللقاء العام.
• أن هذا اللقاء يعتبر لقاء المكاشفة و المواجهة الصريحة و الواقعية بين أطراف النزاع الأصليين و هم الجزائر – موريتانيا – المغرب و هي نقطة تحول جدري لها قيمتها السياسية و بعدها الاستراتيجي سواء من حيث نسخ كل ما سبق قبل هذا اللقاء من تهرب بعض الأطراف لتحمل المسؤولية أو في ما سيأتي في قادم الزمان من آثار أو نتائج أو استراتيجيات جديدة ستكون الغاية منها الواقعية في الحل و المسؤولية في
التدبير من طرف جميع الأطراف.
و يبقى من أهم ما تم تسجيله على هذا اللقاء الرباعي بجنيف السويسرية هو الحضور الملفت للمرأة الصحراوية ضمن الوفد المشارك و من الطرفين المغربي و البوليساريو و هو ما يحيل على طبيعة و خصوصية و قيمة المرأة بالمجتمع الصحراوي و قدرتها الساحرة على تيسير التواصل و تليين التفاوض و القدرة على تقديم البديل السلمي كحل يرضي كافة الأطراف.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *